حتى في الأوقات العصيبة للشعر متعته، تنقلنا القصيدة إلى أوقات حين نختلي بها فإنها تبحر بنا نحو مراسي لانهائية لكلّ لونها ومعناها، تسحبنا خارج كلّ الانغلاقات التي تحاول الحدود البشرية الاعتيادية ضخها.
الاحتفاء بالشعر يحيلنا إلى حدود معرفية يختلط فيها الفكري بالشاعري، وأمتعها تلك التي تأتي عبر مهرجانات يجتمع فيها الشعر والشعراء، حينها يكون للقصيدة وقع مختلف، تتلون ليعطينا مزيجها خميرة شعرية لا تنسى.
يوم غد الإثنين 9 كانون الثاني نحن على موعد شعري خاص، حيث تحتضن مدينة الشارقة الإماراتية، ببهاء لطالما اعتدناه، فعاليات الدورة التاسعة عشر من مهرجان الشارقة للشعر العربي، التي تقام وتستمر على مدى 7 أيام، بمشاركة 100 شاعر وناقد وإعلامي يمثلون الدول العربية.
يقدم المهرجان مجموعة من الفعاليات تقوم على التنوّع، إذ سيشهد 7 أمسيات شعرية، وجلسة شعرية صباحية في دارة الدكتور سلطان القاسمي، حاكم الشارقة.
كما ستقدم النسخة الحالية للمهرجان 6 كتب من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، وسلسلة توقيعات وندوة فكرية تحت عنوان “الشعر بين التعبير والتأثير”، وسينتقل المهرجان إلى مدينة خورفكان، ضمن أمسية شعرية في مجلس خورفكان الأدبي
الاحتفاء الشعري الذي سوف نعيشه يوم غد يحيلنا إلى إيقاع شعري مختلف، يحيي القصيدة من خلال مشاركات وأمسيات يومية، تحتضنها منابر شعرية في مدينة الشارقة، تتوزع في أمكنة عديدة، لتعيد للقصيدة وقعها، وللثقافة تحالفها الشعري لتقدم لمتذوقي الشعر برنامج ثري يساهم في رعاية الموروث الشعري العربي، إضافة إلى المساهمة في إنتاج أدبي شعري معاصر يغتني به المهرجان في تالي دوراته.