“موندياليزاسيون”: هدف واشنطن من إطالة الحرب في أوكرانيا

الثورة – ترجمة محمود اللحام:

يقول العقيد دوغلاس ماكغريغور، المحافظ الأمريكي: إن الحرب في أوكرانيا ليست خيالاً كما في نداء الواجب Call of Duty، هذه نتيجة مأساوية سببها توسع الناتو شرقاً، فضحاياها لا يعيشون في أمريكا الشمالية، إنهم يعيشون في منطقة لا يستطيع معظم الأمريكيين تحديد موقعها على الخريطة، لقد حثت واشنطن الأوكرانيين على القتال والآن على واشنطن أن تحثهم على التوقف.
لم يعبر زيلينسكي المحيط الأطلسي ليتمكن من إلقاء خطاب أمام الكونغرس الأمريكي، ليس هذا هو الغرض من رحلته.
كان الهدف الحقيقي هو إنتاج حدث حافز لخلق الوهم بتأييد شعبي واسع النطاق للحرب، هذا هو السبب في بث الخطاب على جميع القنوات الإعلامية الرئيسة، فلماذا إذا استقبل الكونغرس زيلينسكي مراراً وتكراراً بتصفيق عالٍ.
مرة أخرى، فإن كوادر النخبة المفترسة الذين يسيطرون على الروافع السياسية للسلطة في أمريكا مصممون على جر البلاد إلى الحرب، وهذا هو السبب في أنهم يرسمون سفاحاً يرتدي ملابس رياضية إلى شخصية تشرشل المبدئية.
هذه كلها علاقات عامة خالصة، لكسب الدعم للحرب، التي ستشمل قريباً رجالاً ونساء أمريكيين من ضحاياها، حيث سيُطلب منهم الموت حتى تتمكن النخب الثرية من الحفاظ على قبضتها على العالم أي القوة العالمية.
تم توقيت رحلة زيلينسكي إلى مبنى الكابيتول لتتزامن مع هجوم روسيا الشتوي، والذي من المتوقع أن يسحق القوات المسلحة الأوكرانية وينهي الحرب بسرعة.
تتفهم إدارة بايدن الموقف لكنها لا تملك السلاح أو القوة البشرية للتأثير على مثل هذه النتيجة، وهذا لا يعني أن واشنطن ليس لديها خطة لإطالة أمد الصراع أو تعزيز قواتها القتالية.
لديها طريقة واحدة، كما يتضح، إذ رفضت الإدارة باستمرار أي مفاوضات معقولة، ما يخبرنا به هذا أن واشنطن لا تزال مصممة على هزيمة روسيا مهما كان الثمن.
من الناحية العملية، هذا يعني أنه يجب على الولايات المتحدة أن تخلق حادثة من شأنها أن تكون بمثابة مبرر للتصعيد. قد تكون هذه الحادثة مرتبطة برحلة زيلينسكي غير المتوقعة إلى واشنطن أو ربما بتفجير قنبلة نووية في مكان ما في أوكرانيا، فقد ذكرت RT، نقلاً عن دبلوماسي روسي كبير، قوله: إن خطر محاولة كييف صنع قنبلة قذرة لا يزال قائماً.
لا يتطلب الأمر الكثير من الجهد فأوكرانيا لديها القدرة على صنع قنبلة قذرة، خاصة وأنها كانت دولة متقدمة في مجال التكنولوجيا النووية منذ الحقبة السوفييتية، ولديها العديد من التقنيات والخبرات، وفق قول ميخائيل أوليانوف للصحفيين، كما نقلت عنه ريا نوفوستي.
وهو ما أكده الجنرال إيغور كيريلوف، قائد الفرع العسكري الروسي المسؤول عن حماية القوات ضد أسلحة الدمار الشامل، في تشرين الأول أن كييف في المرحلة الأخيرة من إنتاج قنبلة قذرة.
إن الوسائل التي سيتم من خلالها تنفيذ هجوم بعلم كاذب ليست ذات صلة على الإطلاق، ما يهم هو، حسب المحلل السياسي جون مير شايمر، أن الولايات المتحدة في لعبة الفوز، أي أن مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية ليست مستعدة للسماح للجيش الروسي بالانتصار في أوكرانيا وفرض تسوية خاصة به، لذلك ستجد طريقة لتصعيد الصراع وإدخال القوات الأجنبية إلى مسرح العمليات، هذا هو الهدف وهذا ما ستفعله بمجرد أن تجد ذريعة للتصعيد.
أي أن الولايات المتحدة لعدم قدرتها على الفوز لن ترمي المنشفة وتتخلى عن الصراع فتعمل على مشروع طويل الأجل يمكن أن يستمر لسنوات أو حتى عقود.
لذلك يعتقد المحلل السياسي كورت نيمو، أن الناتو يمكن أن ينضم إلى الحرب، وفقًا لأولغا ليبيديفا فإن الناتو على وشك خوض الحرب في أوكرانيا.
وبحسب ليبيديفا، فإن مثل هذه التصريحات سمعت من مسؤولي وزارة الدفاع البولندية، وهيئة الأركان العامة لحلف شمال الأطلسي، وضباط الجيش الفرنسي و بالطبع وزارة الدفاع الأوكرانية.
لكن موقف الناتو كان دائماً واضحاً للغاية إذ إنه لا يمكن لأوكرانيا أن تخسر، وبالنسبة لواشنطن، فإن الحل الوحيد هو أن تدخل قوات الناتو إلى أوكرانيا، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إنهاء الهجوم الروسي، معتقدة أن فلاديمير بوتين لن يرغب في مواجهة الناتو مباشرة مع العواقب (النووية) المحتملة، وبالتالي سوف يتراجع.
يرى كورت نيمو أن الناتو منقسم بشكل ميؤوس منه حول هذه القضية، إذ لن ينضم عدد من دول الناتو إلى الحرب ضد روسيا، بغض النظر عن الظروف أو ضغوط البيت الأبيض.

السيناريو الأكثر احتمالاً قدمه الكولونيل دوغلاس ماكغريغور، الذي عرضه في مقال في صحيفة The American Conservative يوم الثلاثاء. هذا ما يقوله: إن دعم إدارة بايدن غير المشروط لنظام زيلينسكي في كييف يصل إلى نقطة انعطاف إستراتيجية لا تختلف عن تلك الخاصة بـ LBJ في عام 1965، مثل فيتنام الجنوبية في الستينيات، وأوكرانيا في طريقها لخسارة حربها مع روسيا، وهو الخطر الحقيقي الآن أمام بايدن سيظهر قريباً على شاشة التلفزيون ليكرر أداء إل بي جونسون عام 1965،

ليحل محل كلمة “أوكرانيا” بكلمة “فيتنام الجنوبية”:
“الليلة، رفاقي الأمريكيين، أريد أن أتحدث إليكم عن الحرية والديمقراطية ونضال الشعب الأوكراني من أجل النصر. لا توجد قضية أخرى تهم شعبنا كثيراً. لا يوجد حلم آخر يستوعب الكثير من ملايين الأشخاص الذين يعيشون في أوكرانيا وأوروبا الشرقية. ومع ذلك، أنا لا أتحدث عن هجوم الناتو على روسيا، بدلاً من ذلك، أقترح إرسال تحالف من المتطوعين بقيادة الولايات المتحدة، والمكون من القوات المسلحة الأمريكية والبولندية والرومانية، إلى أوكرانيا لإنشاء ما يعادل منطقة حظر طيران. المهمة التي أقترحها سلمية، تتمثل في إنشاء منطقة آمنة في أقصى غرب أوكرانيا للقوات الأوكرانية واللاجئين الذين يكافحون من أجل النجاة من الهجمات الروسية”
تنقسم حكومات الناتو في وجهة نظرها بشأن الحرب في أوكرانيا. باستثناء بولندا، وربما رومانيا، إذ لا يوجد أي من أعضاء الناتو في عجلة من أمره لتعبئة قواته لخوض حرب استنزاف طويلة وشاقة ضد روسيا في أوكرانيا.
لا أحد في لندن أو باريس أو برلين يريد المجازفة بحرب نووية ضد موسكو، فالشعب الأمريكي لا يؤيد الحرب مع روسيا، والقليل منهم أيديولوجيون، وانتهازيون سياسيون سطحيون، ومتعاقدون دفاعيون جشعون، وفق ما كتبه العقيد دوغلاس ماكجريجور في مقاله بعنوان (واشنطن تطيل من معاناة أوكرانيا).
برأيي هذا هو السيناريو الأكثر منطقية، ستناشد إدارة بايدن حفنة من الدول التي توافق على نشر قوات في غرب أوكرانيا، ظاهرياً لأسباب إنسانية، لكن في الوقت نفسه، سيسمح للقوات الأوكرانية المتباينة بمواصلة القصف العشوائي للمناطق التي تسيطر عليها روسيا، وكذلك المواقع على الأراضي الروسية، وسيكون هناك بلا شك جهد للسيطرة على سماء غرب أوكرانيا (منطقة حظر طيران) وتنفيذ هجمات ضد التشكيلات الروسية في الشرق.
الأهم من ذلك، ستبقى خطوط الإمداد الحيوية من بولندا مفتوحة للسماح بتدفق الرجال والذخيرة والأسلحة الفتاكة إلى الجبهة.
يبدو أن ماكغريغور يتوقع هذه التطورات في ضوء تعليقاته في بداية المقال، بقوله: في خطاب ألقاه في 29 تشرين الثاني، قال نائب وزير الدفاع الوطني البولندي مارسين أوشيبا: إن احتمال نشوب حرب سنشارك فيها مرتفع للغاية، بالنسبة لنا للتعامل مع هذا السيناريو افتراضيًا فقط، حيث تخطط MON في بولندا لاستدعاء 200000 جندي احتياطي في عام 2023 للتدريب لبضعة أسابيع، لكن المراقبين في وارسو يشكون في أن الإجراء يمكن أن يؤدي بسهولة إلى تعبئة وطنية.
في هذه الأثناء، داخل إدارة بايدن، هناك مخاوف متزايدة من أن المجهود الحربي الأوكراني قد ينهار تحت وطأة الهجوم الروسي، ومع تجمد الأرض في جنوب أوكرانيا أخيراً، فإن مخاوف الإدارة لها ما يبررها، ففي مقابلة نشرت في الايكونوميست The Economist، اعترف قائد القوات المسلحة الأوكرانية، الجنرال فاليري زالوجني، بأن التعبئة والتكتيكات الروسية تعمل، بل إنه ألمح إلى أن القوات الأوكرانية قد تكون غير قادرة على الصمود أمام الهجوم الروسي القادم.
تعود خطة إشعال حرب في أوكرانيا إلى ما لا يقل عن عقد من الزمان، وما نعرفه الآن، بفضل تعليقات المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، هو أن واشنطن لم تسع أبداً إلى حل سلمي للصراع، لكنها عملت بلا كلل لتثبيت نظام يكره روسيا في كييف من شأنه أن يساعده على مواصلة حربه ضدها.
يهدد حشد ما يقرب من 600 ألف جندي مقاتل روسي في أوكرانيا أو حولها بعرقلة إستراتيجية واشنطن وإنهاء الحرب بشروط روسيا، مهما حاولت واشنطن أن تمنع حدوث ذلك، أو أن يرى العالم أنها تعرضت للضرب من قبل روسيا، لذلك ستعمل واشنطن على أن تتبع الخيار الوحيد المتبقي لها، ألا وهو نشر القوات الأمريكية في أوكرانيا.
لكن ربما يسود الهدوء وتتراجع الإدارة الأميركية عن الهاوية، لكن نعتقد أن ذلك بعيد الاحتمال، ربما القرار قد اتخذ بالفعل، وهو أن الولايات المتحدة ستخوض الحرب ضد روسيا.
المصدر: موندياليزاسيون

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم