الثـــــورة:
يعد النسيان نعمة، كونه يساعد الناس على التأقلم مع حياتهم بعد أن يكونوا قد مروا بمواقف صعبة أو أليمة، جراء فقدان أشخاص أعزاء عليهم، أو مرورهم بتجارب مؤلمة.
لكن بعض الذكريات قد يكون الناس بحاجة إليها، لارتباطها بحدث سعيد أو لضرورة ما، ومع تقدم العمر، تصبح الذاكرة ضعيفة، ويصبح التذكر أكثر صعوبة مع الانشغال بالعمل المرهق وقلة النوم.
لكن دراسة أميركية طبية حديثة أكدت أنه يمكن استعادة الذكريات المنسية عن طريق تنشيط خلايا دماغية محددة أو عبر استخدام دواء يستخدم عادة في البشر لعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) بعد تعديله وابتكار دواء جديد يعتمد على نفس الخصائص التركيبية.
الدراسة التي أجريت على الفئران، في سبيل تطبيقها على البشر بعد مرورها بمراحل طبية صحية، قد تثير تساؤل بعض الناس حول طريقة تحفيز كيمياء الدماغ.
فقد أظهرت الأبحاث السابقة كيفية تأثر فترات قصيرة من الحرمان من النوم على عمليات الذاكرة، وتغيير مستويات البروتين وبنية خلايا الدماغ، وهو السؤال الملح الذي سعى فريق البحث العلمي للإجابة عليه مستخدمين الفئران التي حُرمت من النوم لمدة 6 ساعات بعد فحص قفص به عدة أشياء.
ويشير عالم الأعصاب بجامعة جرونينجن الهولندية، إلى أن الاختبارات التي أجريت على الفئران، أكدت فشلها في اكتشاف أن أحد الأشياء قد تم نقلها إلى موضع جديد، إلا إذا تم تنشيط بعض الخلايا العصبية في الحُصين، وهي منطقة دماغية نحيلة تخزن المعلومات المكانية وتوطد الذكريات، باستخدام الضوء.
وقال: “بعد استخدام الدواء، أصبح بإمكان الفئران تذكر مكان وجود الأشياء الأصلية، إذا تم دفع الخلايا العصبية في الحُصين التي ترمز إلى هذه المعلومات، وهذا يدل أن المعلومات كانت مخزنة في الدماغ في الواقع، ولكن كان من الصعب استرجاعها”.
وعلى الرغم من أن الدواء المبتكر لا يزال حتى الآن في مجال الدراسات على الحيوانات، فإن الهدف من هذا النوع من البحث، هو فهم كيفية اكتساب المعلومات وتخزينها واستدعائها لدى البشر، وربما يوماً ما لإيجاد طريقة لمساعدة الناس.