نسمع كثيراً عن قصص وأساليب وفنون يلجأ إليها الأبناء وهم في مقتبل العمر لإرضاء غرورهم وهم يبحثون عن مباهج الحياة وملذاتها عبر تقليد أعمى لبعض العادات والتقاليد، كتعلم شرب الدخان وارتياد المقاهي والكافيهات بعيداًعن أعين الأهل والمحيط، أكان مجتمعاً أو مدرسة، مستغلين بذلك طيبة الأهل وحنانهم ومحبتمم لأبنائهم مايجعل الكثير من الآباء والأمهات والأسر يغدقدون على أولادهم بالمصروف اليومي كضرورة لسلوك بات موضة أكثر مما هو حاجة ..
ولعلّ الأخطر هنا ما يتعلق بكيفية تفكير الأبناء وجنوحهم لتجريب عادة لا تحمد عقباها لاصحياً، ولا نفسياً،ولااجتماعياً ،حيث يبدأ الاختبار على سبيل المثال لا الحصر بشراء “السجائر”بالمفرق، ويصل سعر سيجارة الواحدة ب ٣٠٠ ليرة وما إن يضعها بين أصابعه الغضة لمرات عدة هو وأقرانه حتى يشعر أنه ملك الدنيا وماعليها بعيداً عن الأعين. إذ يوجد الكثير من مروجي بضاعة المفرق في زوايا الحارات والمدارس والأسواق والساحات يصطادون بخبثهم هؤلاء اليافعين بأساليب سحرية لاتخلوا من الخداع المجمل والزيف المقيت.
لقد تاه الكثير من أبنائنا المراهقين في مناحي خطوات الإغراء ،فالبعض لم يكن صادقاً مع والديه حين استغل حاجته للدرس الخصوصي لكنه لم يذهب لهذه المهمة وفضل صرف سعر الدرس بما يروق له من إلهاء،غير عابىء بتعب الأهل وتضحياتهم.
وآخرون بات همهم القلق والتوتر وخلق المشكلات مالم تلب طلباتهم.
وهنا تقع على الأهل بالدرجة الأولى مراقبة أبنائهم ومتابعتهم ،وملاحظة التغيرات التي تطرأ على سلوكهم ، شكلاً ومضموناً ،مع محاورتهم ومناقشتهم بهدوء وتحبب لكسب ثقتهم ما أمكن بحيث يكون المنزل والأسرة هم الأصدقاء والملاذ الآمن.