الجديد في مشفى (خزنة) أو سبّة الوطني بريف صافيتا- الذي سبق وكتبنا عنه مرات ومرات في (الثورة)وغيرها- أن معاونة وزير الصحة أكدت في معرض ردها على منشور نشرناه أمس في مجموعة شبكة السلطة الرابعة، أنه تم البدء باستلام المشفى من الجهة المنفذة وأنه سيتم وضعه بالخدمة خلال أسابيع قادمة، واكتمل الأمر في جلسة مجلس الوزراء حيث أكد المجلس على الإسراع بتنفيذ أعمال المشفى ووضعه بالخدمة في أقرب وقت.
ومع تقديرنا لهذا الوعد وذاك التأكيد فإننا نعتقد أن بعض المعنيين في الصحة، غير متحمسين لوضع هذا المشفى بخدمة المواطنين، وبالتالي فإن ترك الأمر لهم -كما حصل منذ التوجيه باستلامه من المتبرع في عام 2008 وحتى الآن – يعني بكل بساطة أنه سيبقى لفترة طويلة قادمة على حاله رغم الأموال الطائلة التي أنفقتها الدولة على إعادة تأهيله بما يتوافق مع اشتراطات المشافي وعلى تجهيزاته الموجودة في المستودعات!.
وهنا نعود للقول من باب التأكيد على أهمية هذا المشفى وضرورة تشغيله، إن منطقة صافيتا ذات التاريخ العريق هي أكبر مناطق محافظة طرطوس وأكثرها كثافة سكانية، ومع ذلك لم تحظَ بمشفى وطني كبقية مناطق المحافظة الخمس الأخرى، رغم المطالبات الشعبية والإعلامية على مدى عدة عقود!.
أمام هذا الواقع والحاجة الماسة لمشفى حصل أحد أبناء المنطقة المقتدرين على الموافقة والترخيص اللازم وأقام مشفى في قرية سبة على أرض تملكها البلدية بإشراف الصحة، وتسلمته مديرية صحة طرطوس بعد تدشينه عام 2008 على أمل تجهيزه ووضعه بالخدمة لكن هاقد مضى نحو 15 عاماً على تسلمه دون أن يوضع بالخدمة لتاريخه !!
ونظراً للمطالبات الشعبية بتجهيز هذا المشفى ووضعه بالخدمة قامت الصحة بإجراء دراسة لإعادة تأهيله وفق اشتراطات المشافي -رغم أنها وافقت على مخططات بنائه عندما قدمها المتبرع -وعلى تجهيزه، وتعاقدت على التنفيذ مع جهة عامة منذ عام 2013 على أمل إنجازه قبل نهاية 2016 ومن ثم افتتاحه، لكن هاقد وصلنا لنهاية 2022 وبدأنا 2023 دون أن يتم استكماله وافتتاحه ووضعه بخدمة المواطنين!.
وللعلم هذا المشفى الذي تبلغ مساحته الطابقية نحو سبعة آلاف متر مربع موزعة على أربعة طوابق، وتبلغ سعته ستين سريراً ،بات بكل أسف مثالاً واضحاً على الخلل في التخطيط والدراسات والموافقات أولاً، والتنفيذ والمتابعة والتأخير ثانياً، والوعود التسويفية، لذلك مانأمله ممن يهمه الأمر هو وضع النقاط على حروف الحقيقة ومساءلة من كان السبب في كل ماجرى حتى الآن وتسريع استلامه ووضعه في الخدمة قبل منتصف آذار القادم على أبعد تقدير.