لم يعد خافياً على كل متابع لسياسة التوحش الأميركي ضدّ الشعب السوري أن الإدارة الأميركية استخدمت كلّ الأساليب الاستعمارية القذرة ضدّ السوريين عقاباً لهم على صمودهم الأسطوري في وجه المخططات الصهيو أميركية ومن هذه الأساليب الحصار الاقتصادي الذي طال لقمة عيش المواطن السوري وزاد في فقره بعد أن عجزت عن فرض إرادتها عبر الإرهاب.
مستجدات التوحش الأميركي في التعامل مع السوريين حظر الولايات المتحدة على القطاع الصحي السوري تحديث تجهيزاته الطبية أو الحصول على قطع الغيار للمعدات والتجهيزات في مشافي الأطفال ومشافي الأورام وغيرها من مشاف عامة وخاصه تقدم خدماتها الصحية لملايين السوريين وذلك في خطوة تخالف أبسط حقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الإدارة الأميركية في توحشها الذي يطول المرضى لاتقيم وزناً للقوانيين الدولية أو حقوق الإنسان التي تتدعي حمايتها وإنما تمارس العقاب الجماعي على الشعب السوري متوهمة أن ذلك يحقق لها أجندتها الاستعمارية في استلاب القرار الوطني السوري.
الإدارة الأميركية في سياستها الاستعمارية القائمة على الاحتلال وسرقة النفط السوري والمحاصيل الإستراتيجية إنما تشبه عصابات قطاع الطرق فلا يهمها إلا أن تنهب خيرات السوريين دون رادع قانوني أو أخلاقي وهي بذلك تتحمل ما يعانيه كل مواطن سوري طفلاً أو شيخاً أو امرآة من شظف العيش والبرد القارس نتيجة سياسة النهب والابتزاز التي تنتهجها الإدارة الأميركية.
سياسة البلطجة والسرقة والابتزاز الأميركية والتي طالت القطاع الصحي والتي ستزيد من معاناة المرضى ومنع تقديم الخدمات الصحية لملايين السوريين وبالتالي مشاركتها في إزهاق أرواح أبرياء كل ذلك يتطلب من منظمة الصحة العالمية وحقوق الإنسان وشرفاء العالم اتخاذ موقف وإجراء فعال يلجم التوحش الأميركي ويكسر الحصار الجائر على الشعب السوري وبذلك يمكن تفادي كارثة إنسانية يندى لها جبين الإنسانية.