الثــــورة:
الشطرنج له تاريخ طويل وحافل بطول الزمن كأحد أهم الألعاب الذهنية، فقد تغيرت اللعبة قليلاً عن أقدم أشكال قواعدها، على أن القواعد الحديثة التي يتمتع بها اليوم في اللعب لم تكن معروفة حتى القرن السادس عشر، فلم تكن هناك ساعات، ولم يتم توحيد القطع حتى القرن التاسع عشر إلا أن أساليب اللعب المتعددة بدأت في التطور بشكل كامل فيما بعد.
على الرغم من نشر أول كتاب عن افتتاحيات اللعب في وقت مبكر يعود إلى عام 1843 ، فإن نظريات اللعب كما نعرفها لم تتطور حقًا حتى أوائل / منتصف القرن العشرين.
تشير البيانات المأخوذة من دراسة بالعام2015 MegaBase (قاعدة بيانات تحتوي على أكثر من 4.5 مليون لعبة) إلى أن متوسط عدد الحركات لكل لعبة هو 38 تقريبًا. في قاعدة البيانات هذه وحدها أكثر من 170 مليون حركة، أهمها وأكثرها تأثيرًا هي قطعة الملكة.
تُعد الملكة (، ) أقوى قطعة في لعبة الشطرنج. فيمكنها تحريك أي عدد من المربعات رأسياً أو أفقيًا أو قطريًا، فالملكة يمكنها التحرك لأبعد مسافة خطية على لوح الشطرنج وفي أي اتجاه، وحيث يبدأ كل لاعب شطرنج اللعبة بملكة واحدة، توضع في منتصف اللوح بجوار الملك. ولأن الملكة هي أقوى قطعة ، يمكن ترقية البيدق إلى ملكة في الغالبية العظمى من قواعد اللعبة.
وفي ظل هذه القواعد الكلاسيكية ظهر نص قديم لقواعد الشطرنج القديمة يتحدث أن أقوى قطعة على لوح الشطرنج كانت من أضعف القطع حركة وتأثيرًا.
لطالما كانت الملكة القطعة الأكثر روعة على رقعة الشطرنج. إلا أن كتابًا نادرًا أظهر مؤخرًا أن الملكة لم تكن كذلك، تضمن الكتاب مجموعة من القواعد المدهشة، والتي تم صياغتها بواسطة جون أوف ويلز، والتي تقدم تفسيرات لقواعد الشطرنج القديم، حيث لم تنل الملكة ذات المكانة الرفيعة التي تتمتع بها اليوم على رقعة الشطرنج، فهي تتحرك مسافة واحدة فقط في كل مرة في اتجاه قطري.
بينما يمكنها اليوم التحرك بأي مسافة وفي أي اتجاه ، كانت الملكة وفقًا لقواعد كتاب الشطرنج القديم والنادر، فالملكة قطعة ضعيفة بحركات محدودة، ووفقًا للكتاب فقطعة ” الملكة” في الشطرنج تتحرك لنقلة خانة واحدة فقط في كل مرة وباتجاه قطري.
كتاب القواعد النادر بعنوان “سوم كولاتيونم” لمؤلفه، جون اوف ويلز، من القرن الـ13 عشر، سيصل صالة المزادات اللندنية في 26 كانون الثاني، حيث من المتوقع أن يباع في المزاد العالمي مقابل 18 ألف إلى 22 ألف جنيه إسترليني.
حيث اكتسبت الملكة الحديثة قوتها وحركتها الحديثة في إسبانيا في القرن الخامس عشر في عهد إيزابيلا الأولى، حيث يُعتقد أن “الملكة” في اللعبة استوحت قوتها على لوح اللعب من قوتها السياسية العظيمة، حيث تؤيد المؤرخة الفرنسية مارلين يالوم التي توفيت في عام 2019 النظرية القائلة إن مكانة الملكة في الشطرنج مرتبطة بقوتها المتنامية في العالم الحقيقي.
يوضح المؤلف جون إن الملكة يمكن أن تتحرك بشكل محدود، حيث يعكس هذا الأسلوب “المنحرف” حقيقة أنه كان يعتقد في ذلك الوقت أنّ “النساء جشعات للغاية ولا يأخذن شيئًا إلا عن طريق (الاستيلاء العنيف) والظلم”، وقد تغير ذلك فيما بعد حيث يمكن تأريخ مكانة الملكة الحديثة إلى إسبانيا في القرن الخامس عشر في عهد إيزابيلا الأولى، والذي يشير إلى واقع حكم المرأة ومكانتها وتحولات تلك المكانة في تلك المرحلة.
يذكر أنه ليس معروفاً على وجه الدقة حتى الآن المنشأ الحقيقي للعبة الشطرنج، حيث ظهرت اللعبة عند الفراعنة، على أن أقدم عمل تناول الشطرنج هو كتاب «الفهرست» لابن النديم، وكانت اللعبة قد انتشرت عند العرب، وكانت أشكالها المبكرة مع وزير بدلاً من ملكة، على أن قواعد الشطرنج التقليدية ظهرت لأول مرة في الهند في القرن السادس الميلادي، وبحلول القرن العاشر ، انتشرت اللعبة من آسيا إلى الشرق الأوسط وأوروبا. ويعتبر البعض أن لعبة chaturanga هي مقدمة الشطرنج الحديث بسبب قدرات القطعة المختلفة وظروف الفوز هي الاستيلاء على قطعة فردية.