الثورة- نوار حيدر:
ضمن إصدارات اتحاد الكتاب العرب، صدر العدد الجديد من جريدة الأسبوع الأدبي (1803) ، حمل العدد محاور عدة أدبية وثقافية .. نقف عند بعض العناوين لنضيئ على فحواها:
كتب د.محمد الحوراني -في افتتاحية العدد تحت عنوان “دور الأديب والمثقف الوطني في كسر الحصار ”
من قال إننا عاجزون من العمل؟ ومن قال إن قرارنا مصادر ومسلوب؟
نعم: ربما يكون قرار الأغلبية من الحكام العرب وغيرهم المشاركة في فرض العقوبات والحصار على الشعب العربي السوري، إلا أن المثقف والأديب الصادق مازال قادراً على الفعل المؤثر، وهو الأقدر على الضغط على الحكومات لكسر الحصار الظالم، والوحيد القادر على إفشال المخططات التي تحاك ضد أمتنا، من فلسطين إلى سورية ولبنان ومصر واليمن وليبيا والسودان والعراق وتونس وغيرها من الدول العربية ، والهدف الوحيد هو القضاء على إرادة الأمة وكبريائها ومقاومتها، وجعلها تابعة لعدوها، راضية باحتلال أراضيها ونهب ثرواتها.
تحت عنوان “شيخوخة الطاقة الإبداعية” كتب د. غسان غنيم: مهما طال أمد القوة والفاعلية فلا بد من أن يصل الإنسان إذا ما امتد زمن بقائه إلى منعطف ما، تهرم معه قواه الإبداعية ، ويستثنى من ذلك المبدعون والفنانون والكتّاب: أرباب صنعة الخيال، فكثير منهم لم تمنحه الحياة مساحة تصل به إلى تلك اللحظة التي لا يتمناها أي إنسان: لحظة مفارقة الوجود والارتحال إلى عوالم غير مدركة أو معروفة على أرضية يقينية حتى الآن، فطرفة بن العبد مثلاً ، وأبو تمام الطائي، وجبران خليل جبران.. وآخرون ممن توقف الزمن لديهم فجأة، بحيث لم تصل مخيلتهم إلى الشيخوخة والهرم، ولكنهم أعطوا – كما أشار كثير من النقاد – مايمكن أن يعطوه في حياة كاملة ولم ينقص من عطائهم الكثير، مما خلدهم وأطال الزمن المعنوي لحياتهم.
لكن فئة أخرى امتدت بهم الأعمار واغتنام التجارب وقدموا ما قدموا من إبداعات أغنت التجربة الإنسانية ومسيرة الإبداع الإنساني أيضاً: من مثل زهير بن أبي سلمى، ولبيد بن معمر، والنابعة الذبياني، وغيرهم كثير…
وفئة اختارت التوقف وعدم المجازفة في متابعة ما يمكن أن يشكل نوعاً من الانحدار في الحالة الإبداعية ما يشكل انحداراً في تاريخه الإبداعي، وفي قدراته الإبداعية أمام متلقيه ومحبيه، الذين وقفوا بأدبه، وعملوا على تتبعه في مراحل حياته الإبداعية المختلفة.
كتب غياث رمزي الجرف تحت عنوان” نزاعات أفسدت كتاباتنا وحياتنا” : كثيرة هي المؤتمرات والندوات الثقافية والفكرية واللغوية العربية التي ترصد مشكلاتنا وقضاياها المختلفة وفي طليعتها قضية اللغة العربية، وآلام المواطن العربي وآماله وطموحاته وأحلامه بأن يحيا حياة إنسانية حرة كريمة…
هذه المؤتمرات والندوات ترى أن المنطقة العربية تمر بمرحلة خطرة من تاريخها، وان الإمبراطورية الأمريكية والقوى الاستعمارية والصهيونية تريد تغيير نسيج المنطقة الثقافي واللغوي (؟).
وتقرر ( المؤتمرات والندوات) أن للثقافة واللغة أهمية بالغة في تقارب وحدة الشعوب العربية ، وتضييق الفجوات الناجمة عن السياسات والأيديولوجيات التي تدفعها إلى مسارات التباعد والافتراق؟
والسؤال: ماذا كانت محصلة هذه المؤتمرات والندوات والكتب والأحاديث ؟
لا نبالغ على الإطلاق إذا قلنا: لا شيء..(؟) فالوقائع على الأرض والمعطيات كلها تقول: إن كل شيء يسير باتجاه المزيد من الفساد والتردي على المستويات كافة، وتقول : إن التباعد والاغتراب والتنابذ غدا ناموسنا، وإن تدني العربية في ازدياد واطراد(؟).
في كلمة أخيرة كتب الشاعر توفيق أحمد تحت عنوان ” أثناء اقترانك بالضوء عرفت صفصاف وديانك”
منذ التقينا..
شعرت أنني أجوب منحدراً جبلياً هائل العمق
وقد داهمتني ريح عاتية
ورمتني في كثافة من غابة عذراء
لم تطلها يد التشذيب يوماً..
هكذا التقيتك قارة لم يعبرها أحد من قبل..
تلك كانت عناوينك الي قرأتها في ملامحك
التي تنبئ بالسلم كما الحرب..
وبالإقبال كما الإدبار..