الثورة – آنا عزيز الخضر:
عرض اعتمد على “الغناء والرقص والتمثيل”، وحمل العديد من الرسائل التي تمسكت بالأصالة، مزج في تقنياته المختلفه والفنون التي اعتمدها بين حضارات وثقافات عديدة، وقد دمج بشكل متناغم بين الشرق والغرب، كي تتبلور تجربة موسيقية مسرحية حلقت في جميع عناصرها لصياغة “الميوزيكل” بعنوان “قصة من الشرق”، ذلك العرض الذي امتلك خصوصية فنية، جمعت غالبية الفنون، فكانت الموسيقا والغناء والتمثيل والرقص، نفذها مجموعة من الشباب الموهبين من المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للموسيقا، بإشراف المايسترو “رعد خلف” على خشبة مسرح دار الأوبرا بدمشق.
العرض بعنوان “قصة من الشرق” فكانت التجربة على غاية من الاحترافية عالية المستوى، والتي قالت في رسائلها الكثير من المقوﻻت الاجتماعية والثقافية، أنجزها فريق أكاديمي متكامل فأعطاها حقها ووفر لها شروطها المتقنة وعناصرها الفنية المتألقة.
فقدم العرض من جهة أخرى صورة جميلة للمسرح الاستعراضي السوري بشكله المدهش والجديد، حيث تميز بلون خاص، فكانت المشاهد التمثيلية والغنائية واللوحات الاستعراضية بلمسة متميزة، وطابع خلاق، صاغ عوالم العرض بمهارة وإتقان لجميع ألوان الفنون، التي تم تقديمها، فكان عملاً مبهراً في جميع اتجاهاته، وضمن بنية درامية، امتلكت الوقع المحبب عند جمهورها، خصوصاً أن “الميوزيكل” من العروض التي تحمل في طياتها طابع المنوعات والتلون، والتي تتطلب حضور الاستعراض توازياً مع حضور الجانب الدرامي، في إطار المسرح الغنائي، بكونه يجمع بين الرقص والغناء والحوار، وكل تقنيات الاستعراض.
والجدير ذكره أن الجانب الدرامي اعتمد على القصة والحبكة الدرامية، وكل ذلك ضمن إطار المشهدية الموسيقية، دون أن ننسى الالتزام بمكونات العمل كعرض مسرحي، وأهمية دور السينوغرافيا والديكور والإضاءة ومهمة هذه العناصر التي أضفت تألقها الخاص على العرض ككل دون أن ننسى الأداء التمثيلي في “الميوزيكل” فقد كان في إطار من الاحترافية المدهشة، التي حققت شروطها المأمولة بكونه يُطلب من الممثل هنا الإتقان لفنون عدة.. تمثيل ورقص وأداء استعرضي وصوتي خاص، وقد أثبت العرض أهمية الكوادر الفنية السورية في جميع الاختصاصات الفنية خصوصاً أن التجربة الفنية تلك شملت جميع الألوان الفنية وجميع الاختصاصات.