من يتابع بدقة وبشكل يومي مجريات الوضع في أوكرانيا، يشاهد بالأفعال والأقوال ترويكا الشر المتمثلة بأمريكا وبريطانيا وفرنسا تلعب على الحرب الدائرة بين موسكو وكييف، وتحاول إطالة أمدها بأسلحة مستهلكة أو فعالة، ودبابات أبرامز وغيرها من آليات، ومسيرات، ودعم مالي بين الحين والآخر بملايين الدولارات.
ومن قرأ تصريحات الأمم المتحدة الأخيرة يستنتج بكل دقة أن الضحية من الحرب التي اشعلها الغرب في أوكرانيا هم فقط الشعب الأوكراني الذي غدا سلعة للتجارة تحت ستار الإنسانية التي لا تعرف رسمها ومعانيها الحقيقية ترويكا الشر ومن يمشي في ركبها من دول مثل ألمانيا وغيرها.
الممثل الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريـك، علق في إفادة صحفية خطيرة عندما سُئل عن الإمداد الهائل بالدبابات إلى كييف أن “الأمم المتحدة تؤيد إقامة سلام عادل في أوكرانيا وفقاً للقانون الدولي، وما يحدث الآن ليس تحركاً في هذا الاتجاه.”
والخطير في كلامه ما أشار إليه أن سيناريو سيئاً للغاية قد بدأ بالفعل بالنسبة لشعب أوكرانيا، وسببه ترويكا الشر التي تمارس قباحاتها على الساحة الأوكرانية، وهي ذاتها التي تمارس نفس القباحات والجرائم ضد الإنسانية في سورية، وتعمل مع شركائها في محور العدوان على نسف أي قيم يمكن أن تفضي لعالم عادل وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وبعكس ما يدعون تماماً فإن أفعال ترويكا الشر الخبيثة وما نراه منها لا يقودنا في اتجاه السلام، وإنهاء الأزمات، بل على طريق استدامتها وتصعيدها.
ترويكا الشر الأميركية البريطانية الفرنسية، ومعها ألمانيا في بيانهم المشترك في جنيف عقب لقائهم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، محاولة يائسة لإطالة الأزمة في سورية، هذا ما أكدته سورية، وتؤكده الوقائع بالأدلة والبراهين، وما يحصل اليوم من تفاصيل مشابهة في أوكرانيا أكبر دليل على ما حصل ويحصل في الأزمة التي فرضها الغرب على سورية، والحرب الظالمة التي تريد دول العدوان استدامتها على الشعب السوري، كما هي الحال مع الشعب الأوكراني.
سورية التي خبرت أفعال تلك الدول ونهجها العدواني المستمر تؤكد أن ما جاء في البيان تكرار ممجوج، ومحاولة يائسة لمتابعة جهودها الرامية لإطالة الأزمة في سورية، وتبرير انتهاكاتها لسيادتها ومحاولتها التدخل بشؤونها الداخلية، وهذا ثابت في الاستراتيجيات التي ترسمها وتنفذها تلك الدول، التي تزعم الحرب على الإرهاب، ودعم الجهود الإنسانية في مناطق الأزمات، لكن الأفعال تؤكد عكس ذلك.
وترويكا الشر التي تواصل نفث سمومها تجاه سورية لم تتطرق البتة إلى قرار مجلس الأمن 2253 الخاص بمكافحة الإرهاب، ولا إلى قراره 2672 الذي ينص على دعم مشاريع التعافي المبكر، الأمر الذي يعني استمرار دعمها للإرهاب وعرقلتها لجهود تحسين الوضع الإنساني والاقتصادي لسورية وشعبها.
العدوان الغربي على الشعب السوري مستمر، ووصل لشوط بعيد من الحقد على جميع مقومات الحياة في سورية، ولو كانت تلك الدول الغربية صادقة في تباكيها بين الحين والآخر على الوضع الإنساني لسارعت على الفور برفع إجراءاتها القسرية الظالمة أحادية الجانب اللاإنسانية واللاأخلاقية عن الشعب السوري.
منهل إبراهيم