المشاركون في ورشة تحويل التعليم يدعون إلى تطوير البيئة المدرسية وإعداد المعلم فكرياً ومهاراتياً وتزويده بالخبرات
الثورة- اسماعيل جرادات:
أوصى المشاركون في ختام ورشة العمل “تحويل التعليم.. ضرورة ملحة” بضرورة تطوير نظم التربية والخبرات والقيم المكتسبة خلال مرحلة الطفولة المبكرة، وجعلها جزءاً من النظام التعليمي الإلزامي.
ودعا المشاركون إلى تطوير البيئة المدرسية وجعلها تناسب مهارات التعلم الحديثة، والانتقال إلى المدارس الخضراء بحلول عام 2030، وإعداد المعلم فكرياً ومهاراتياً وتزويده بالخبرات اللازمة، ليتمكن من الانتقال بالتعليم من الشكل التقليدي إلى الشكل التشاركي الفعال المبني على المشروعات والمبادرات وحل المشكلات وبناء الشخصيات الوطنية المتنوعة، وفقاً لذكاءاتها وميولها لتلبية حاجات مجتمعاتها.
ولفت المشاركون إلى أهمية تطوير نمط التعليم الصفي واللاصفي بما يتلاءم مع عالمنا المتغير، وتأمين فرص تعلم ومناهج متنوعة تضمن التعلم مدى الحياة للجميع، وجعل الجامعات مراكز إبداع وتميز وريادة لتمكين الناس من إقامة رفاه اجتماعي واقتصادي طويل الأجل لأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم، إضافة إلى الانتقال من الأشكال النمطية للجامعات والكليات إلى النمط التشاركي المبني على التعلم النشط، من خلال البحوث والدراسات وتحديد المشكلات، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وتعزيز شخصية المتعلم لاتخاذ القرار والمبادرة المجتمعية، وخلق فرص العمل المناسبة لتطوير المجتمع.
ودعا المشاركون إلى تأمين الجامعات والمدارس بالكوادر والقوى البشرية القادرة والراغبة في تحويل المجتمع بشكل مستمر، من حالة إلى حالة أفضل، وفق مؤشرات تنموية مستدامة ومحددة، وتعزيز وتشجيع مراكز التميز في المجالات المختلفة بين التعليم ما قبل الجامعي والجامعي، وتأمين التشاركية في بناء البرامج التربوية والتعليمية مع القوى الصناعية والزراعية والتقنية المتطورة، لربط العملية التعليمية بحاجات المجتمع ومستلزمات تطويره.
وأشار وزير التربية الدكتور دارم طباع إلى أن وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي استطاعتا الوصول إلى التشبيك الحقيقي بين أطرهما التربوية والتعليمية، لبناء القدرات وبناء الإنسان علمياً وتربوياً ووطنياً.
بدوره أبدى ممثل منظمة شبكة الآغا خان للتنمية غطفان عجوب استعداد الشبكة للعمل التشاركي مع الوزارة، ولا سيما في مجال تحويل التعليم لأنه هدف كبير ويحتاج إلى العمل الجماعي وتضافر الجهود.
وكان المشاركون في الورشة من عمداء كلية التربية والآداب والعلوم والموجهين الاختصاصيين المعنيين، ومديري التربية في المحافظات ناقشوا مصفوفة مشروع “التحويل في التعليم” في مراحل الطفولة المبكرة والتعليم الأساسي والتعليم الثانوي والتعليم الجامعي في سورية، مؤكدين أن تحويل التعليم يؤدي إلى بناء مجتمع منتج فعال وآمن ومستقر اقتصادياً واجتماعياً وصحياً.
وجاءت الورشة التي أقامتها وزارة التربية، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وشبكة الآغا خان للتنمية، واستمرت ثلاثة أيام في فندق الشام بدمشق، تنفيذاً لتوصيات قمة تحويل التعليم المنعقدة في نيويورك بمشاركة سورية، خلال الفترة ما بين الـ 16 والـ 19 من أيلول الماضي، ولتعزيز الانسجام بين متطلبات العملية التربوية من كفايات المعلمين ومهاراتهم من جهة، والإعداد الأكاديمي للمعلمين في المرحلة الجامعية من جهة أخرى، وضرورة وضع خطة عمل مشتركة للتعاون بين وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي.