الثورة – ريم عبدو:
عاشت النجمة البيلاروسية أرينا سابالينكا لحظات لن تسناها في مسيرتها الاحترافية، بعدما حققت لقب بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، عقب انتصارها في المباراة النهائية على منافستها الكازاخستانية إيلينا ريباكينا، بواقع مجموعتين مقابل مجموعة واحدة.
صاحبة الـ(24 عاماً) لم تكن مسيرتها مفروشة بالورود في عالم الكرة الصفراء، بعدما تعلقت برياضة التنس عن طريق الصدفة، أثناء مرورها في طفولتها بجانب أحد الملاعب، حيث شاهدت اللاعبين يتناقلون الكرة فيما بينهم، لتستفسر من والدها الذي كان لاعب هوكي عما يحدث.
وتفطن والد سابالينكا لسؤال ابنته، ليشرح لها بعض الأمور التي يعرفها عن رياضة التنس، ما جعل الطفلة الصغيرة تتعلق بها، حتى أصبحت محترفة في عام 2016، عندما خاضت إحدى المنافسات في المغرب، لكنها تعرضت للصدمة في تصفيات بطولة أميركا المفتوحة عندما خسرت.
لكن عام 2017 كان مثالياً للنجمة البيلاروسية، عندما أنهت الموسم في المركز الـ78، ما جعلها تدخل نادي المئة، عقب خسارتها في نهائي دورة تيانجين الصينية أمام إحدى أساطير كرة المضرب، وهي الروسية ماريا شارابوفا.
وأخذت سابالينكا جرعة كبرى من الثقة بنفسها، وبدأت تتحضر حتى تفوز بإحدى بطولات غراند سلام الكبرى في عالم التنس، بعدما حصدت في عام 2018، لقب بطولتي ووهان الصينية ونيو هيفن الأميركية، عبر التركيز على تطبيق أسلوب لعب خاص بها، من خلال الضربات الأمامية القوية، والإرسال المميز.
نجاحات البيلاروسية في البطولات الصغيرة، جاء بعد اقتناعها بضرورة تجاوز الحواجز والمشكلات النفسية التي تنجم عن خسارة المباريات والمنافسات، واعتمدت على نفسها بتحقيق هذا الأمر، بعدما فضلت عقب زيارة طبيب نفسي، أن تصبح طبيبة نفسها، بحسب ما نقلت عنها صحيفة (ديلي ميل) البريطانية.
مع بداية الموسم الحالي، حافظت البيلاروسية على تركيزها في اللحظات الحاسمة خلال بطولة أستراليا المفتوحة، مع التركيز على نسق توجيه الإرسالات القوية، والصراخ عندما تلعب بشكل سيئ أو ترتكب الأخطاء في المواجهات.
وبالفعل تجاوزت سابالينكا الصعوبات بخطتها الذكية، واستطاعت الفوز في 11 مباراة منذ بداية الموسم الحالي، وظهر نجاح خطتها عندما قلبت تأخرها بمجموعة إلى انتصار على منافستها ريباكينا في النهائي، وتوجت ملكة بعد تحقيقها أول لقب فردي بالبطولات الكبرى وهي أستراليا المفتوحة للتنس.