الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
عملية جراحية نوعية ونادرة في الهيئة العامة لمشفى الشهيد باسل الأسد لأمراض وجراحة القلب بدمشق “استئصال كتلة ورمية كبيرة الحجم من داخل جوف الأذينة اليسرى” بأيد وخبرات وطنية.وفي تفاصيل العملية بين مدير عام الهيئة الدكتور الجراح راغب سليمان لـ “الثورة” أنه راجعت المشفى سيدة بعمر ٤٠ سنة تشكو من خفقان وزلة اضطجاعية وتفضل وضعية الاستلقاء البطني، وفي الاستقصاءات تبين من خلال صورة الصدر البسيطة: زيادة المشعر القلبي الرئوي، وبتخطيط القلب الكهربائي تبين تسرع قلب جيبي، ومخبرياً لوحظ ارتفاع سرعة التثفل، وبإجراء ايكو القلب قبل الجراحة تبين ايضا وجود كتلة كبيرة مفصصة شاغلة لجوف الأذينة اليسرى تقيس ٨ × ٣ سم تنشأ من سقف الأذينة اليسرى دون اتصال مع الحجاب بين الأذينات وتنسدل عبر فوهة الصمام التاجي خلال الانبساط، قصور تاجي متوسط الشدة، وارتفاع الضغط الرئوي ٦٨ ملمز، وقصور مثلث الشرف شديد.ولفت الدكتور سليمان أنه أجري استئصال تام للكتلة مع تصنيع جدار الأذينة اليسرى برقعة تأمورية، وتصنيع الصمام التاجي، وتم إغلاق لسينة الأذينة اليسرى بعد التأكد من خلوها من الخثرات والبقايا الورمية.
وأشار إلى أنه بإجراء فحص التشريح المرضي والنسيجي للكتلة المستأصلة تبين أنها تحتوي الكتلة على عدة مكونات نسيجية ورمية حيث تضم ورم العضلات المخططة الخبيث المتمايز “رابدوميوساركوما” والورم الغضروفي الخبيث المتمايز “كوندروساركوما”، مبيناً أن الورم الليفي الخبيث ضعيف التمايز “فيبروساركوما”، وهذا يتماشى مع تشخيص الميزينشيموما الخبيثة Malignant Mesenchymoma ( أي ورم الخلايا الميزانشيمية ) التي تضم على الأقل نوعين ورميين متمايزين ونوعا غير متمايز من أورام الساركوما.
ونوه مدير عام الهيئة بأن الأورام الخبيثة الأولية في القلب تعتبر غير شائعة، ومعظم هذه الأورام الخبيثة هي من نوع الساركوما.
ومن التحديات في هذه العملية أوضح أنه تم عدم أذية جدار الأذينة اليسرى، وعدم أذية الصمام التاجي، وعدم ترك أي بقايا نسيجية لضمان عدم نكس الورم، ونفي أن تكون الكتلة الورمية ثانوية أي انتقالية من مكان آخر في الجسم خاصة وأن هذا النوع من الأورام يشبه كثيرا النسيج الأصلي المشتق منه.
وأضاف أنه بالتعاون مع فريق العمل الكادر الطبي الدكتور الجراح يحيى ابراهيم، والدكتور مقيم الجراحة صالح النقري، وطبيب التخدير د. حبيب ضاهر، وفني القلب الصنعي فؤاد يوسف، وأسامة عيوش، وتمريض عمليات قصي العلي، تكلل العمل الجراحي بالنجاح التام وتخرجت المريضة من المستشفى في اليوم السابع للجراحة بحالة جيدة.