الثورة – تقرير لجين الكنج:
التحذيرات من عواقب السياسة الأميركية المدمرة للاستقرار العالمي بدأت تتعاظم على خلفية حرب الوكالة التي تخوضها الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون ضد روسيا على الساحة الأوكرانية، حتى إن الكثير من المسؤولين والخبراء والمحللين السياسيين الأميركيين باتوا يحملون حكومتهم المسؤولية المباشرة عن تداعيات أي تصادم عسكري محتمل بين أميركا وروسيا، قد يجرُّ العالم إلى كوارث ومآسٍ بحق البشرية كلها.
في هذا السياق أكَّد المحلل السياسي بول كريج روبرتس، المسؤول في البيت الأبيض أثناء إدارة رونالد ريغان، أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه روسيا جعلت العالم أقرب إلى شفا حرب نووية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن روبرتس قوله في مقال على موقعه على الإنترنت: “بدأت الإدارات الرئاسية الأمريكية بإثارة احتمال نشوب حرب نووية مع روسيا منذ أكثر من عقدين من الزمن، وقد بدأ كل شيء عندما خالف بيل كلينتون وعد الحكومة الأمريكية بعدم تقريب الناتو من الحدود مع روسيا.
وأشار إلى أنه منذ ذلك الحين، بدأ الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون بإلغاء جميع اتفاقيات بناء الثقة التي بدأتها الولايات المتحدة ضد روسيا بعد الإطاحة بالحكومة الأوكرانية، ما أدى إلى تحطيم ثقة موسكو في واشنطن تماماً في عام 2014.
وأضاف:” يقول علماء الذرة إن هناك 90 ثانية متبقية قبل منتصف الليل ( على ساعة يوم القيامة)، أعتقد أنها نانو ثانية واحدة، لقد وصلنا إلى أن كل ما يتطلبه الأمر هو إنذار واحد كاذب عن الصواريخ القادمة”.
ووفقاً له، يعتقد السياسيون الغربيون “غير الأكفاء وغير المسؤولين والأغبياء” أن “مكانتهم في أوكرانيا تبرر الحرب النووية”.
وأضاف بالقول: “بدلاً من التمسك باتفاقيات مينسك للحفاظ على السلام في أوكرانيا، استخدمتها واشنطن لخداع بوتين لتشكيل جيش أوكراني يمكنه مهاجمة جمهوريات دونباس، وبدلاً من العمل مع الرئيس الروسي لإبرام اتفاقية أمنية متبادلة، استفزت واشنطن ووسعت الصراع في أوكرانيا من أجل زيادة الناتو على حساب فنلندا والسويد، وبالتالي مضاعفة وجود التحالف الغربي على الحدود مع روسيا.
وأوضح روبرتس أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تشاركان الآن بنشاط في الصراع في أوكرانيا لدرجة أن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا ستفعل واشنطن، ومتى يخترق الروس المتحصنون الدفاعات الأوكرانية؟ هل يندفع جنود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لمساعدة أوكرانيا؟”.
ودعا في نهاية المقال إلى اعتقال المخططين العسكريين الأمريكيين المسؤولين عن الوضع الحالي، بالإضافة إلى ذلك اعترف روبرتس بأن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على “بسط هيمنتها على روسيا والصين”.
التالي