يفتقر أغلبنا إلى امتلاك مهارة الإصغاء، ذلك الفن الذي يجب أن نتقنه في حواراتنا العائلية، وفي أماكن العمل، في الاجتماعات والمؤتمرات والندوات، وفي مدارسنا أيضاً حيث يشكو المعلمون من مشكلات سلوكية في الصف لبعض الطلاب مثل إصدار الضجيج والأصوات والتهريج وعدم الإصغاء في أثناء شرح الدرس وبعثرة انتباه زملائهم، وهذا يعود لعدم استطاعة المعلم ضبط الصف ويكون ذلك من خلال أساليب تشويقية ووسائل توضيحية يعتمدها في الحصة الدرسية، أما أن يصغي المعلم لطالب ما أجاب بفكرة غير متوقعة عماهو مألوف رداً على سؤال ما، فإنه بذلك يفجر الطاقات الإبداعية للطلاب التي لايمكن تنميتها إلا إذا توافرت نوعيات مناسبة من التعلم والتدريب وأجواء تعليمية مثيرة للتفكير الابتكاري.
كثيرون منا عن جهل لأهمية الإصغاء أو تجاهل للآخر يتحدث ويستفيض عن نفسه، عن إنجازاته، عن أسرته ولايمل حديث التكرار من شكوى وتذمر وتأفف، وقد يقاطعك عندما تتحدث معه في شيء ما ليبدأ هو الحديث عن شيء يهمه.
بين سماعك وكلامك فرق شاسع وهذا لايعني أن الاستماع في الأوقات كلها أفضل من الحديث ولكن القدرة على الاستماع بجدية ليست موجودة لدى معظم الناس وهي قدرة تساعدك على فهم الآخر وتذلل الطريق للفراسة التي تقتضي أن تسمع أكثر وتتكلم أقل وهناك اختلاف بين شخص يستمع إلى الآخرين وآخر لايسعه إلا أن يستمع إلى نفسه، ولابأس هنا وأنت تتحدث من مراقبة الآخرين، المستمعين انفعالاتهم وايماءاتهم وعيونهم التي سوف تقرأ فيها مما لم يصرحوا به وربما سوف تعرف هل كنت تزعجهم إلى حد الملل!.