وضعت الشركة العامة للكهرباء في محافظة حمص محولة قريبة من مفرق قرية الشرقلية في ريف حمص الشمالي الغربي، وعينت مهندساً كان لتشغيلها ومراقبتها منذ عدة سنوات، وذلك بهدف تحسين واقع المنظومة الكهربائية في عدة قرى منها القبو والشرقلية والقانقية ورباح والشنية وفاحل، وكانت تكلفتها في ذلك الوقت ملايين الليرات، لكن ما حدث أن التيار الكهربائي لم يتحسن في القرى المستهدفة، فذهبت المحولة من مكانها إلى غير رجعة.
وعادت الشركة لتفعل الشيء عينه في أحياء مدينة حمص، فبتنا نرى محولات كبيرة وجميلة في الحدائق العامة وعلى أرصفة الشوارع أو في الزوايا.
وكل محولة تحمل اسماً لتستطيع الشركة التمييز بينها، والهدف من تركيبها -بحسب المعنيين- هو تحسين واقع الكهرباء في أحياء المدينة، لكن لا التيار تحسّن ولا المحولات أدت الغرض المطلوب منها، بل على العكس أصبحت عائقاً لحركة السكان في بعض الأماكن.
زد على أن بعض العارفين ربما يكونون مهندسين أو مساعدي مهندسين، أو موظفين في شركة الكهرباء صاروا يتحكمون بالتيار الكهربائي بسبب هذه المحولات فيفصلون القاطع عن شارع ما ويصلون قاطعاً آخر يغذي منازلهم، وهكذا تحولت الأمور إلى طبخة شوربة تنقصها بعض المنكهات، عدا الحالة الفنية المزرية للمحولات نفسها؛ فبين الحين والآخر تنفجر وتتصاعد منها النيران وينتشر ضوء ينير السماء رغم حلكة ليالي كانون، حتى يخال المرء أنّ مناسبة سعيدة تجري في مكان المحولة المحترقة أشرطتها.
ومن هنا أيضاً فإن المواطن يتطلع من جميع المسؤولين في حمص أن يجدوا حلاً لهاتف طوارئ الكهرباء في مختلف الأحياء لأنه إما مشغول وإما مفصول ليصبح موظف الطوارئ غير مسؤول، وكأنه عمداً إلى هذا المكان منقول.

التالي