لم يكن الفعل الفلسطيني المقاوم غائباً في يوم من الأيام عن مجريات الأحداث في الساحة الفلسطينية منذ بدايات المؤامرة الاستعمارية على فلسطين إلى يومنا هذا، فكان لهذا الفعل الوطني الأصيل دور كبير في الحد من موجات الهجرة اليهودية الأولى إلى الأراضي الفلسطينية، والتي كانت تشرف عليها بشكل مباشر المنظمة الصهيونية العالمية وجميع دول الاستعمار الغربي، وخاصة بريطانيا الدولة المستعمرة لفلسطين في تلك الفترة.
وقد تجسدت مقاومة المشروع الصهيوني بشكل أكثر فاعلية في ثورة 1920 وثورة البراق 1929 وازدادت تطوراً في الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 التي قامت بشكل عفوي في مواجهة استمرار الهجرة اليهودية والاستعمار البريطاني الذي كان يتآمر مع الغرب لإقامة هذا الكيان على أرض فلسطين بوسط الوطن العربي.
وتعد المواجهات التي يقوم بها الشباب الفلسطيني اليوم في مواجهة الاحتلال الصهيوني سواء كان فردياً كالعملية التي قام بها البطل خيري علقم مؤخراً في القدس وقتل وأصاب فيها العشرات من الإسرائليين، أم جماعياً كما تجسده كتيبة جنين وعرين الأسود وغيرها من أشكال المقاومة للاحتلال الصهيوني، كل هذه الأعمال البطولية وغيرها تعد من أبرز التطورات على صعيد الصراع مع العدو الصهيوني.
ولأن هذه الأعمال الوطنية متأصلة في الثقافة الفلسطينية والعربية فكراً وممارسة، ولم تستطع كل اتفاقيات التسوية والذل والتطبيع من تغيير وجهتها، فهنا أصبح الكيان الصهيوني يدرك بشكل حقيقي أنه لا يستطيع ان يستمر باحتلاله للأرض العربية إلى الأبد وهذا الأمر جعله يعيش كابوس التفكك والاضمحلال، ويعبر عن هذه الحالة من خلال ممارسته للمزيد من العنصرية والإرهاب والإجرام ضد الفلسطينيين، مستعيناً بالدعم الغربي والأميركي على وجه الخصوص لتنفيذ سياساته الاستعمارية التدميرية والاستيطانية في محاولة مستميتة منه لتغيير ثوابت وطنية وقومية لم يستطع خلال أكثر من مئة عام من التأثير فيها بأي شكل من الأشكال.
