الثورة – علا مفيد محمد:
ماذا بعدُ لكِ يا سورية.. أما آن لكِ أن ترمي عباءة الحزن والقهر، بلدٌ عانى ويعاني الأمرّين جرّاء الحرب وتبعاتها القاسية، ودمار البنية التحتية والأزمة الاقتصادية الخانقة.
شعبٌ واجه كل الظروف، ليُكتبَ له أن يُصاب بهزة أرضية عنيفة زلزلت كياننا قبل الأبنية.
أرواحٌ زُهقتْ، عائلاتٌ بأكملها غادرت الحياة. صرخاتُ أمهاتٍ ثكالى وأطفالٍ تحت الركام أدمت قلوب البشر.
صدمةٌ وذعرٌ اجتاحا هواء بلادنا، خوفٌ لم نعهده من قبل.
مشاهد تُبكي الحجر، كالطفلة المعجزة التي أبصرت النور تحت الأنقاض في ريف حلب، فقد تداول رواد التواصل الاجتماعي فيديو مؤثر لعملية إنقاذ طفلةٍ وُلِدَت حديثاً تحت ركام مبنىً تهدم جراء الزلزال فيما توفي جميع أفراد عائلتها بمن فيهم والدتها.
ومأساة العناق الأخير في صورة أبٍ يحتضن ابنه تحت الركام ليفارقا الحياة معاً.
آباءٌ فقدوا أطفالهم، وآخرون يسمعون صوت عائلاتهم تستنجد تحت الأنقاض.
عدا عن العائلات المتضررة من هول هذا الزلزال حيث بلغت العشرات إن لم نقل المئات باتت بلا مأوى.
وفي ظل هذا الويل الكارثي حلّت لغةٌ واحدة على المشهد الداخلي وهي لغة التضامن والاستنفار والتحسب.
فرقٌ من المدنيين والجيش البطل ما زالوا يواصلون الليل بالنهار حتى الآن وهم يعملون في ظلّ عاصفةٍ مطرية في البحث عن الناجين والمفقودين تحت الأنقاض، فيما بيوت وفنادق فتحت أبوابها لاحتواء كل من تشرّد عن منزله.
الصورة مؤلمة ولا أحد ينظر إلى سورية إلا قلةٌ قليلة تجسدت بتضافر بعض الجهود الدولية من الدول الشقيقة والصديقة لنجدتها. في ظلّ غياب القيم الإنسانية والأخلاقية لدى المجتمع الدولي الذي أدار ظهره لما أصاب هذا البلد من الكارثة وتداعياتها. فأيُّ شعاراتٍ يختبئ وراءها دعاةُ الإنسانية.
وطننا الحبيب بُؤساً للمتخاذلين.. لنا الله نتوسل إليه أن يبدّل حال العسر إلى حال اليسر والسكينة.