“غرينفيل بوست”: زلزال سورية يفضح نفاق واشنطن والناتو 

الثورة- ترجمة ميساء وسوف:

زلزال قوته 7.8  يضرب تركيا وسورية جيران أوروبا الجنوبيين، وحلف الناتو لا يفعل شيئاً، أي نوع من المنظمات الأمنية هذا؟

بدلاً من ذلك، يبدو أنه مشغول للغاية بمحاولة بدء الحرب العالمية الثالثة من خلال القيام بتعبئة غير مسبوقة ولا مبرر لها على الإطلاق للموارد والمعدات في أوكرانيا ضد روسيا، وهي في الواقع تمثيلية جريئة لإقناع الجمهور الغربي.

تمتلك منظمة حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة ميزانية عسكرية سنوية تتجاوز تريليون دولار موزعة على دولها الأعضاء الثلاثين وأحدها تركيا، أي نوع من الأولويات لدى الناتو؟ ليست أولويات بلاغية أو نظرية أو مفترضة، بل أولويات واقعية عملية ويمكن إثباتها.

يوم الإثنين 6 شباط الفائت، تعرض جنوب تركيا وسورية المجاورة للدمار بسبب زلزال بقوة 7.8 درجة وتوابع ارتدادية متعددة، ارتفع عدد القتلى والإصابات في كلا البلدين إلى عشرات الآلاف، مع بقاء الآلاف من الأشخاص تحت الأنقاض، مع احتمال تزايد عدد الضحايا خلال الأيام المقبلة.

سارعت العديد من الدول إلى إرسال فرق إنقاذ طارئة إلى منطقة الخراب التي تمتد عبر الحدود بين تركيا وسورية، كانت روسيا وإيران، اللتان شهدتا مثل هذه الكوارث الطبيعية، من بين أوائل الدول المجاورة التي أرسلت طواقم الإغاثة والإنقاذ.

على النقيض من ذلك، كان الرد اللا مبالي من كتلة الناتو بقيادة الولايات المتحدة خسيساً، والأمر الأكثر إثارة هو أن تركيا عضو بارز منذ فترة طويلة في المنظمة وتعتبر شريكاً حيوياً للاتحاد الأوروبي.

يُطلق الناتو على نفسه أنه “منظمة أمنية جماعية”، ولا يقتصر اختصاصها على الأمن العسكري فقط، إنها تروج لنفسها على أنها تحمي نصف الكرة الأرضية الأوروبي الأطلسي من جميع التهديدات الأمنية بما في ذلك الكوارث الطبيعية.

كل ما على المرء أن يفعله هو مقارنة التعبئة الضخمة للمساعدات العسكرية والمالية التي قدمتها الولايات المتحدة والناتو لأوكرانيا، فقد تم تأجيج الحرب بالوكالة ضد روسيا بأكثر من 100 مليار دولار من الإنفاق الطارئ من قبل واشنطن وحلفائها الأوروبيين.

تقدر الأمم المتحدة أن عدد القتلى المدنيين في حرب أوكرانيا المستمرة منذ عام يبلغ حوالي 7000، هذا منخفض نسبياً مقارنة بالخسائر العسكرية التي ربما تصل إلى 200000،  كما تسبب العنف في نزوح ما يصل إلى 10 ملايين أوكراني ويتم إيواء معظمهم في روسيا.

لكن في غضون ساعات، أدى الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين تجاوزت بكثير الحرب التي استمرت عاماً في أوكرانيا.

لماذا لا تقوم الولايات المتحدة وأعضاء الناتو بتعبئة عشرات المليارات من الدولارات لمساعدة طواقم الإنقاذ لضحايا الزلزال؟ ما هي كل تلك الطائرات والسفن والدبابات والمعدات الهندسية إذا لم يكن بالإمكان نشرها في التوقيت المناسب ولوجستيات فعالة لإنقاذ الأرواح؟ أين هي الإرادة لإخراج الناس من الحطام؟.

بالطبع، الجواب هو أن الناتو ليس “منظمة أمنية” بالمعنى الطبيعي للكلمة، بل إنها آلة حرب تخدم الأهداف الإمبريالية الأمريكية، وهي من بقايا الحرب الباردة التي أعيد انتشارها الآن لمحاربة روسيا والصين، وبذلك تدفع العالم إلى هاوية الحرب النووية، والكارثة التي حدثت هذا الأسبوع في تركيا وسورية تظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن المنظمة ليست سوى جبهة منافقة وحشية.

ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع خطابه عن حالة الاتحاد  أمام  الكونغرس كان يتحدث بعد أقل من 24 ساعة من وقوع الزلزال المدمر، لكنه وخلال ساعة ونصف لم يذكر الكارثة، وبسخرية، أصر في خطابه الذي ألقاه على مستوى البلاد على أن الحرب في أوكرانيا هي “اختبار لعصرنا” للقيادة الأمريكية.

ادعى بايدن أن الولايات المتحدة كانت تدافع عن أوروبا أقوى وتدافع عن الديمقراطية في أوكرانيا مما سماه “العدوان الروسي”، كيف ذلك؟ من خلال تسليح نظام النازيين الجدد في كييف؟ .

جو بايدن يخدع نفسه والجمهور الأمريكي بقصص خيالية نرجسية، لا عجب أن الولايات المتحدة وأتباعها الغربيين في حالة من الفوضى اقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً عندما يتم بث الوهم بلا حرج في جميع أنحاء البلاد على شاشات التلفاز.

الحقيقة الأكثر بشاعة ودموية، هي أن الزلزال تسبب في مثل هذا الضرر الرهيب هذا الأسبوع بسبب الحرب التي دامت عقداً من الزمن بالوكالة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في سورية. تسببت تلك الحرب الفاشلة من عام 2011، بملايين اللاجئين وإضعاف البنية التحتية في المنطقة الحدودية المنكوبة، وكانت هناك أزمة إنسانية بالفعل قبل وقوع الزلزال، أزمة إنسانية خلقتها واشنطن ولناتو.

ومما زاد الطين بلة، أن الاستجابة الدولية للزلزال تعرقلها عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضد الدولة السورية.

تتحدث الولايات المتحدة و القوى الغربية التابعة لها إلى ما لا نهاية، وبشكل مثير للغثيان، عن الديمقراطية والإنسانية والأمن، ثم عندما تحدث حالة طوارئ في العالم الحقيقي، ينهار كل الحديث الورع في كومة من الغبار، ولن يبقى من الادعاءات الغربية إلا النفاق الممزق.

المصدر: غرينفيل بوست

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك