الثورة – رنا بدري سلوم
دواتهم ريشة دامعة ولون يصرخ ثائراً بوجه الفقد والموت والعبث، يقدمون من أرواحهم ما يستطيعون، يعلنون انتصار إنسانيتهم، فتراهم يتبرعون بلوحاتهم ليعبروا الخوف من كلمة تقصير، هكذا الفنان كتلة من قيم ومبادئ ورؤى، تتجلى في المواقف الحياتية حين تعلو القيم الأخلاقية على كل القيم، ومن هنا راح الكثير من الفنانين التشكيليين يعلنون عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي بيع أعمالهم الفنية ومنهم الفنان التشكيلي أحمد الصوفي الذي تبرع بعدد من لوحاته ليعود المبلغ إلى ريع المنكوبين جراء الزلزال المدمر الذي هز عرش الإنسانية، فكما قال” المصاب جلل وإننا نقدم ما نستطيع، لسنا قادرين أن نقدم على الأرض فهذه الأعمال الفنية أقدمها لأهلنا ضحايا الزلزال والمنكوبين الذين أدمعوا العين والقلب والروح، ونسأل السلام لمن قضوا تحت الأنقاض ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى” .
في حين أعلن الفنان التشكيلي سليم نوفل عن مزاد علني خيري لصالح ضحايا، يقول: “بعد خروجنا من دوامة الإرهاب وتدمير البنى التحتية لا نزال نضمد جراح الوطن، واليوم نضمد جراح أهلنا المنكوبين المتضررين، بهمّة والشباب المثقفين وأصحاب الخبرات العلمية، وإن السلاح الذي وجه على هذه الأرض قد أتعبها وها هي الطبيعة تعلن غضبها في كارثة نقف أمامها ولا نملك لأنفسنا لا ضراً ولا نفعاً، لذا علينا أن نساعد كل حسب قدرته ومجال عمله، وإنني أقدم عملين فنيين لأساعد بهما المصابين وضحايا الزلزال”.كما تبرعت الفنانة التشكيلية خلود كريمو بمجموعة من أعمالها بمزاد علني خيري لصالح ضحايا الزلزال، وبهذا يكون قد أثبت السوريون ومنهم الفنانون التشكيليون أننا لوحة فسيفسائية لم تشوهها الحرب منذ 12 عاماً واليوم لم يشوهها الدمار والموت، بل أخرج منا جوهرنا الإنساني الذي يشع يوماً بعد يوم ليغدو بلسماً شافياً في أيامنا المكلومة .