الملحق الثقافي- محمد نذير جبر:
مِن القلب أم مِن العقل أم مِن المِحفظة
هل يكتبكَ شبحٌ ما
حجرٌ ما
أم تَكتبكَ الحيرة ؟؟
آه أيها الشعر
يا امرأةً زنجية وردية المُحيا
يا حقلاً من الدموع أصفر الورق
يا حلماً صغيراً على سريرٍ من دمٍ وأنين
آه أيها الشعر
أمشي وحيداً مُسمل العينين
شريد الذاكرة هزيلَ الحُلم
سابحاً في بحرِ آلامك
مخاض أبنائك ..
طائراً في سماء مجازاتك
حفيف أبياتك ..
ومتعثراً شارداً أعمى في أروقةِ العالم
حاشداً القهر والأحلام السخية
لأرميها رصاصة من ورقٍ وحِبر على جسد السماء ..
آهٍ يا أيها الشعر
كصفعة أب لابنٍ ضال
كوجهِ نعجة ترتعش على المذبحة
كصفير يأتي من بعيد
وصراخٍ يصدح من أبنية مهدمة
تأتي ..
بلا موعدٍ تطرق الجدران ثم تدخل
تدخل بهيئةِ سماء صغيرة
تجلس أمامي
تدخن سيجارتي
تتمدد على الكُرسي
تأخذ يدي اليسرى بلا رحمة
تكتب وتكتب وتكتب
تأخذ عيني
تأخذ قلبي
تأخذ نَفَسي
أحتضر ..
ثم تغادرُ تاركاً دمي على الورق
تاركاً حروفاً لا أعرفها وكلماتٍ لا أعرفها
وملامحي ووجهي وثيابي
آهٍ أيها الزائر العاشق المضيء
آهٍ أيها البئر الذي يفيض بالسكاكين
آهٍ أيها العمر الفوضوي ممزق اليدين
يا مصيراً مُكسراً على أرصفةِ الغرباء
آهٍ أيها الشعر
كم أحبك ..
العدد 1132 – 14-2-2023