الملحق الثقافي- ندى يوسف:
قبل الفجر بركعة تصحو أمي
من يديها يشرب عشب الصباح كوثره
وخلفها يختال الليل يحمل طرف
ثوبم صبح يشي بكثير من خبز التنور
المنسال من أكواع تعبها سواقي عصافير قمحية
أمي مظلة من عبير
نبضة فوق العادة
بسمة تشرق من كل جهات الروح لتغطي شفاه الحياة كلها
بيديها الحانيتين تمسك باقات الغيم
وتفرط لنا المطر سكّراً تتزود منه شرايين أيامنا
مثل الريح تقف بكل عيونها
حارسة على بوابة الفرح حتى لا يسرقها الحزن ذات انكسار
أمي قديسة تتخذ لها مكاناً قصيا بين الحب والوجع
تبحث عن شفاهنا المتعبة وتداهمنا
بكتب الفرح المقدسات وآيات البسمات
توزع حمائم قلبها وصايا حب
ودعاء مستجاب
تناولنا ضحكاتها لنواسي قلوبنا الخاوية
إلا من مواويل الشتات
العدد 1132 – 14-2-2023