راغب العطيه:
الجولان المحتل كموقع ومكانة يتربع في قلب كل مواطن سوري، وهو هاجس السوريين الحاضر دائماً في كل مناسباتهم، حتى يتحرر من رجس الاحتلال الصهيوني البغيض ويصبح في وسط سورية.
أما جغرافياً فهو يقع في أقصى جنوب غرب سورية على امتداد حدودها مع فلسطين المحتلة، وتقدر مساحته الإجمالية ب 1860 كم2، وهي تأخذ شكلاً متطاولاً من الشمال إلى الجنوب على مسافة حوالي 75 كم بعرض متوسط يتراوح بين 18و 27 كم.
وإذا ألقينا نظرة عامة على سطح الجولان نجد تفاوتاً في الارتفاعات، حيث تصل إلى 2500 م في شمال الجولان وإلى 15 م في جنوبه، فقمة جبل الشيخ المطلة على الجولان تصل ارتفاعاتها إلى 2814م في قصر شبيب ثم تنخفض إلى 1200 م في مجدل شمس ثم إلى ما دون سطح البحر في منطقة البطيحة حيث تصل إلى 200 م تحت سطح البحر، وإلى 125 م في الحمة جنوبي الجولان.
وهكذا نلاحظ انخفاضاً تدريجياً في سطح الجولان من الشمال باتجاه الجنوب.
وتنبع الأهمية الإستراتيجية للجولان من موقعه وطبوغرافية الأرض المحيطة به، فهي تستند إلى جبل الشيخ من جهة الشمال، وتستند إلى وادي اليرموك من جهة الجنوب، وتشرف إشرافاً مباشراً ومتسلطاً على الجليل الأعلى وسهلي الحولة وطبريا في فلسطين المحتلة، ويعتبر تحريره من الاحتلال الصهيوني مفتاحاً لتحرير المناطق الفلسطينية المذكورة.
وقد أكسبه موقعه الجغرافي أهمية إستراتيجية كبيرة، الأمر الذي جعله منذ فجر التاريخ منطقة عبور للقوافل وللجيوش وللشعوب ومسرحاً للصراع، وتؤكد المكتشفات الآثرية فيه وفي المنطقة صلته الدائمة بدمشق وحوران.
فالجولان يشكل عقدة مواصلات تربط بين سورية ولبنان وفلسطين والأردن، بمصر وشبه الجزيرة العربية منذ عصر البرونز القديم، وملتقى شبكة الطرق التجارية بين البحر المتوسط وشبه الجزيرة العربية، وقد اكتشفت في موقع خسفين الأثري طرق قديمة مرصوفة بالحجارة، منها طريق يوصل من خسفين إلى القدس وطريق آخر يوصل من خسفين إلى طبريا عبر فيق للوصول إلى دمشق شمالاً ونوى شرقاً عبر جسر الرقاد.
ويعتبر الجولان جزءاً من المنطقة فوق المدارية ذات الحرارة والمعدلات السنوية العالية أو المتوسطة، ما يخلق تنوعاً مناخياً مميزاً يتراوح بين البارد والمعتدل والحار، ويشكل ظرفاً مثالياً للزراعة على مدار العام، والسياحة أيضاً، وبالتالي إقامة مشاريع صناعية ترتبط بالمنتجات الزراعية.
اقرأ في الملف السياسي