«حماية المستهلك»: السبب تزامن الكارثة مع موجة الصقيع والجشع ارتفاع الأسعار 20-25% عقب كارثة الزلزال والمستهلكون يشتكون
الثورة- رولا عيسى:
دون معيار محدد أو نشرة رسمية تشير إلى ذلك، ارتفعت أسعار مختلف السلع والخضار والفواكه واللحوم بشكل لافت عقب كارثة الزلزال، وسجلت الأسعار في دمشق أرقاماً قياسية في ارتفاعها، واشتكى المواطنون متسائلين عن السبب وهل هو استغلال الكارثة والظروف الصعبة، أم إنه من تداعيات ما حل بالبلاد من ظروف استثنائية بسبب الزلزال أم طمع بتحقيق المرابح ليس أكثر؟.
تراجع القدرة الشرائية
ثمة تساؤل يُطرح على نطاق واسع: فإذا كان الحديث في مختلف الأوساط عن تحسن تدريجي في سعر صرف الليرة، فهذا على الأقل يجب أن ينعكس استقراراً في الأسعار وليس ارتفاعها، فمن يتصور أن ربطة البصل الأخضر التي كانت تباع قبل أيام بـ350 ليرة أصبحت اليوم بسعر 1300 ليرة، ومع تهويل بمزيد من الارتفاع، في حين يقوم الكثيرون بالمقابل بالتبرع بما يملكون من أجل إنقاذ المتضررين من الزلزال، أما بعض ضعاف النفوس فيرفعون أسعارهم بحجج لا يدري أحد مدى صحتها.
ارتفاع أسعار الخضار
خلال جولة على الأسواق للاطلاع على الأسعار يظهر تباين كبير، فسعر ربطة السبانخ مثلا يصل إلى 500 ليرة وكيلو الليمون الحامض 3800 ليرة والتفاح 4000 ليرة والبصل اليابس 12 ألفاً وكيلو السكر 9 آلاف والرز بين 10-14 ألفاً والبرغل 8 آلاف والمعكرونة (قطع صغيرة) 13 ألفاً وعلبة مرتديلا صغيرة الحجم 6500 ليرة وكيلو السمن النباتي 20 ألفاً والزيت النباتي سعة ليتر واحد 18 ألفاً والفروج الكيلو 22 ألفاً والبيضة تجاوزت ألف ليرة أما اللحوم الحمراء فوصل سعر كيلو لحم العجل إلى6٠ ألف ليرة.
فجوة سعرية هائلة
وبحسب إحدى السيدات ممن تواجدن في السوق: إن المفاجأة كبيرة بالارتفاع في الأسعار رغم الكارثة، وما تفرضه من ضرورة انخفاض الأسعار بطريقة أو بأخرى سواء بتنازل التاجر عن جزء من ربحه، أم حتى بإلزامه بذلك وحتى الحشائش التي اتكلت عليها لفترة في تأمين الطعام أصبحت خارج قدرتي فمثلاً ربطة بقدونس صغيرة تباع بسعر 900 ليرة، وحتى فيما يتعلق ببقية المواد فلا يمكن المقارنة في سعرها بين اليوم وما قبل حدوث الزلزال، فكيف إذا ما قارناها بسعرها قبل شهر أو شهرين.
رغم تحسن الصرف
أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة أكد في حديث للثورة أن الأسعار ارتفعت بنسبة 20-25%، وعليه عملت الجمعية على التواصل مع التجار لمعرفة الأسباب علماً أن سعر صرف الليرة مقابل الدولار بدأ يتحسن ووصل التحسن إلى نسبة 10%، وهذا بدوره يمكن أن يسهم في انخفاض تدريجي في الأسعار، لكن هنالك من يستغل ظروف الكارثة ويرفع الأسعار من تجار الجملة والمفرق.
وبيّن أن الجولات مستمرة على الأسواق لرصد الأسعار ، ولاسيما أن الارتفاع تزامن مع الزلزال وموجة الصقيع التي ألمت بالمزروعات وأصابت عمل المزارعين إضافة لجشع بعض التجار والباعة واستغلالهم للظروف.
وبحسب حبزة فإن الجمعية وعقب كارثة الزلزال تواصلت مع التجار ممن تتصف ملاءاتهم المالية بالمتانة، ونتيجة ذلك تم تجهيز مواد إغاثية متنوعة عن طريق الجمعية، ومن ثم ايصالها إلى الجمعيات الخيرية لافتاً إلى أن باب التبرع ما زال مفتوحاً للجميع.
خطر الشائعات
ونصح حبزة بعدم تداول إشاعات عن بيع مواد الإغاثة التي تصل إلى سورية بغرض مساعدة منكوبي الزلزال وما يتم نشره عبر صفحات ومواقع مشبوهة، لأن الأمر إن وقع فهو فردي ولا يمكن تعميمه، معتبراً أن ثمة من يعمل على استثمار مثل هذه الإشاعات لحرمان المتضررين من المساعدات وخلق حالة من عدم الثقة مما لا يتناسب مع الوضع الإنساني والجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة مع المجتمع الأهلي ومختلف الفعاليات لتجاوز تداعيات كارثة الزلزال.