عندمــــا يمتـــزج الوجــــع بالوفــــاء

عمار النعمة:
منذ فجر التاريخ وحتى اللحظة لم تفرقهم الأزمات ولم تبعدهم المسافات لا بل عندما تهب الرياح والأزمات يزدادون تمسكاً بالوطن وترابه.. إنهم السوريون الذين خبروا الحياة بطولها وعرضها وها هم يتعرضون اليوم لنكبة ألمت بنا جميعاً جراء الزلزال الذي كسر قلوبنا وهشم أرواحنا لنرى ونلمس كيف يقف السوري إلى جانب أخيه السوري، لنثبت معاً أن الخير ما يزال فينا.
صحيفة الثورة التقت ببعض المثقفين والكتاب ليشاركونا بآرائهم وجع المصيبة فكانت اللقاءات التالية:
أمام الرأي العام


الكاتب د. نزار بني المرجة /عضو اتحاد الكتاب العرب قال: لاشك أن كارثة الزلزال التي حلّت بنا وذهب ضحيتها نتيجة الدمار الهائل الذي نجم عنها دمار آلاف المنازل وآلاف الضحايا والمصابين..، يمثل اختباراً إنسانياً حقيقياً لكل ذي وجدان وضمير..، وكل الشكر للجهات المحلية والعربية والدولية التي عبرت عن مشاعر إنسانية وأخوية صادقة تجاه هذا المصاب الجلل والأليم الذي حل فجأة بالشعب السوري الذي يعاني منذ نيف وعقد من الزمان من حرب ضروس ومن عدوان وحصار جائر يطال الدواء والغذاء ووسائل التدفئة والنقل والكهرباء والذي أدى ويؤدي إلى الشلل في مرافق العيش والحياة..
وأضاف: دور المثقف والأديب واضح وبديهي في مثل هذه الظروف، وهي الحث على بذل كل غال ونفيس لتأمين مقومات الحياة لأبناء شعبنا، وتوضيح الصورة أمام الرأي العام العربي والدولي عبر كل السبل المتاحة من وسائل النشر والتعبير ووسائل التواصل الاجتماعي..، لإيصال الصورة الحقيقية المؤلمة لمعاناة الإنسان السوري في ظل العدوان والحصار الجائر غير المسبوق بحق أي دولة من دول العالم..
وربما من حسن المصادفات أن الزلزال بآثاره المدمرة الهائلة قد حصل متزامناً مع انعقاد المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب في القاهرة، ما شكل مناسبة لوفدنا برئاسة الزميل الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب في سورية، لإيصال صوت سورية، وشرح معاناتها، وما يتطلبه الأمر من مبادرات عربية صادقة لكسر الحصار عن سورية، وتخفيف ما يعانيه الشعب السوري من صعوبات باتت تطال كل مرافق الحياة.
تكتب بحبر الواقع


بدوره الأديب الأرقم الزعبي قال:هنا زمن العوز والحصار زمن الزلزال قبل الزلزال هنا سورية القمح والزيتون وصلابة حب وعشق للأرض وشعب أتقن فن مواجهة الموت بالحياة لا نقص الوقود ولا الدواء ولاالغذاء ولا سفن الموت قهرت هذا الشعب العنيد أراد الموت أن يجرب معه نوعاً آخر من الموت فكان الزلزال بالمقابل كانت ارتدادات الخير تناد السوري مع السوري خرجت الطفلة سوسن من تحت التراب وكأنها قيامة وطن، تنادى الجميع سورية الأم والأب تطلب التكاتف والتعاضد فكان الذي كان حكاية حب وعشق للحياة وقهر الموت بالحياة من جديد، أحفاد سلطان الأطرش وفارس الخوري وصالح العلي، شدوا الرحال إلى حلب واللاذقية وحماة وإدلب هناك كتبت الحكاية السورية من جديد، شباب حوران أهل النخوة يرفضون مغادرة حلب المنكوبة قبل وصول فرق الإنقاذ الأهلية والحكومية جميلات الشام يجمعن الملابس يقمن بفرزها هذه للأطفال وتلك للكبار يزدن عليها الكثير من الياسمين والعطر الدمشقي، الكنائس المساجد لم تعد للعبادة فقط صلاة وقداس وأجراس وآذان من أجل عيون سورية الرسامون، والفنانون، والكتاب، والصحفيون، والعمال، والمهندسون، جوقة حب وفيض عشق حيا على العمل حيا على العمل.
ياذا الجمال ياذا الجمال سورية تقهر الموت بحب الحياة وتستمر سورية حديث الزمن.
لأجل كل البشر لأجل الحب


أما الشاعرة سهير زغبور قالت: في علم الجيولوجيا عندما تهتز بنا الأرض، تتصدع الأبنية وتنهار، وفي علم الروح عندما تتصدع القلوب يهتز بنا الكون كله، فكيف إذا اجتمع كل هذا الضجيج في أعماقنا ومن تحتنا، كان صباحاً مظلماً، لم توقظنا به الشمس كعادتها، إنما تركت الأمر للأرض التي استفاقت غاضبة فأيقظت بنا الخوف وتداعى الأمان كما الأبنية، أيقظت موتاً جماعياً، بعضنا قضى جسده وروحه، وبعضنا قضت روحه حزناً، لم يكن الأمر مجرد اختلال في الطبيعة بقدر ماكان فرزاً غير مسبوق لهرمونات إنسانية لم نعهدها من قبل، لأننا في تلك اللحظات لم نعد قادرين على فرز الوقت، لم يكن باستطاعتنا الاختيار بين الأشياء المهمة والأكثر أهمية، كان هدفنا الوحيد هو أن ننجو، من استطاع أن يخرج من منزله قيضت له النجاة بأعجوبة، والجميع في بوتقة واحدة، يحتمون ببعضهم أو يختبئون وراء بعضهم أو مع بعضهم وليس مهما أن يعرفوا بعضهم، لم يعد للخلافات مكان ولا للعتب، وددنا لو نحضن كل البشر، وننقذهم، وينقذون ماتبقى منا، كان الموت سيد الموقف والحياة متراجحة.
لابد من تساوي طرفيها، كانت ثلاثين ثانية، تساوي عمراً بأكمله، اجتمعت أمامنا جردة حساب عمرنا، وأخطاؤنا، وحسناتنا، ونجاحنا، وفشلنا، وأملنا، ويأسنا، وكل شيء أمامنا ولانستطيع إليه وصولاً، كل مانستطيعه هو أن نطلب الغفران من الله والرجاء بإن تكتب لنا الحياة من جديد، كانت تلك الثواني محنة حقيقية، وكانت اختباراً لضعفنا أمام الأرض والسماء، والأرض التي سلطنا الله عليها فظننا أننا أقوى من جبروتها، والسماء التي غزونا فضاءها فحسبنا أننا ملكناها.
كنا ضعفاء جداً أمام كل تلك الظنون، لكن تلك الجاذبية للحياة لم تفرغ من الأرض التي اهتزت بنا، تمسكنا بها أكثر كنا أيضاً أقوياء، لأننا حاولنا الصمود، لأجلنا لأجل كل من يحتاجنا، لأجل كل البشر، لأجل الأرض والسماء والبحر، لأجل الشجر، لأجل العصافير، لأجل الحب، لأجل كل شيء، كان لابد أن يسند الوقت ماتصدع منا، كان لابد أن ننهض من تحت ركام الوجع، وننهض بمن مازال عالقاً بين الأرض وباطنها، كان لابد من رجاء، كان لابد من الإنسان.

آخر الأخبار
تضم بقايا عظام حوالي 20 ضحية اكتشاف مقبرة جماعية في قبو بمنطقة السبينة بريف دمشق الأوروبيون: ملتزمون بتعزيز أمن أوروبا وإحلال السلام الدائم في أوكرانيا مؤسسات تعليمية وتربوية واعية لبناء الدولة.. القاسم لـ"الثورة": خطى حثيثة للنهوض بواقع التعليم في حلب لماذا أعجبت النساء بالرئيس أحمد الشرع؟ مدارس درعا بلا مازوت..! حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد