شباب طرطوس التطوعي: نسينا البرد والتعب..ومستمرون لجبر خواطر أهلنا المنكوبين

الثورة – طرطوس – فادية مجد:
عند المحن والأزمات تبرز معادن الناس، وهذا مالمسناه وشاهدناه لدى أبناء الشعب السوري بمختلف فئاتهم العمرية بكارثة الزلزال، والذين هبوا لإغاثة إخوانهم في المناطق المنكوبة، فانخرطوا في العمل التطوعي وإقامة المبادرات الإغاثية، دافعهم الإنسانية والأخلاق والقيم التي تربوا عليها.
وكان لمساهمة جيل الشباب في كارثة الزلزال دور بارز وكبير، يجعلنا نفتخر بما أظهروه من تفان وقاموا به رغم صغر سنهم ، حيث تفرغوا كلياً للعمل التطوعي، تاركين دراستهم وأعمالهم لهدف نبيل آمنوا به، وهو مساعدة المنكوبين، وبلسمة أوجاعهم والوقوف إلى جانبهم في مصابهم الأليم.
( الثورة ) تواصلت مع عدد من شباب المحافظة كانوا مثالاً في الحماس والإنسانية، وودنا لو نستطيع لقاء الجميع، ولكن هم نموذج لكثيرين مثلهم على امتداد ساحات الوطن في حب العمل الإنساني والغيرية ..
البداية كانت مع محمد جبر زاهر حيث قال: حب العمل الإنساني ومساعدة الناس كان هاجسي منذ الصغر، وهو القاسم المشترك الذي جمعني بعدد من الشباب والصبايا من أبناء هذه المحافظة قبل كارثة الزلزال، حيث كنا نشارك بالأعمال الإنسانية ، ومساعدة العائلات الفقيرة والمحتاجة، من خلال زيارتهم في منازلهم وتقديم يد العون لهم، ولما حدثت كارثة الزلزال التي هزت الشعب السوري كله، قمنا بتجميع عدد من الشباب والصبايا، وأغلبهم من مدينة طرطوس، اندفعوا للتطوع، بالإضافة الى المسؤولين معنا بهذه المبادرة، وشكلنا حملة ( شباب وصبايا طرطوس لمبادرة بائع الحكمة )، وذلك انطلاقاً من واجبنا الإنساني والأخلاقي، لنتفرغ أنا والفريق كلياً ومنذ كارثة الزلزال لهذا العمل النبيل، من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الحادية عشرة ليلا، حيث نقوم بتجهيز المساعدات ( سلل غذائية وسلل منظفات )، إضافة لجمع الثياب وفرزها، وتقسيم كل التجهيزات بالتساوي، حتى يستفيد منها جميع المتضررين من كارثة الزلزال.
وأضاف : الفريق الموجود معنا فريق من جيل الشباب، والشيء الذي يميز عملنا وجود آلية محددة ودقيقة ومنظمة، مرحبين بأي تعاون مع أي جهة كانت (جهات عامة – خاصة – فرق شعبية ).
فيما يخص موضوع المساعدات نقوم بإحضار معلومات كاملة للمناطق المنكوبة التي نريد زيارتها، من خلال إرسال أحد من قبلنا لتلك المناطق، والاطلاع على ماينقصهم، وبعد عملية تجهيز قوافل المساعدات والتي نحاول التأخير بتسييرها قليلاً حتى نتمكن من جمع أكبر عدد من المساعدات والتبرعات الإغاثية، وقد أرسلنا حتى اليوم أربع قوافل مساعدات انطلقنا بها إلى جبلة وريفها واللاذقية وريفها وسطامو، حيث الأهالي المتضررين والمنكوبين، إضافة إلى نادي ضباط شاليهات اللاذقية، وكل ذلك بالتنسيق مع أميني سر لجنة الإغاثة بطرطوس واللاذقية، حيث تكون القوائم جاهزة ونقوم بتسليمها باليد ونوثق كل شيء من دمار والأضرار الفادحة التي حلت بالناس، أخوتنا وأحبتنا، ومصابهم مصابنا، وسنبقى مستمرين بدعمهم إلى ماشاء الله.
بائع الحكمة
ونوه محمد إلى أنه أثناء وجودهم في نادي شاليهات نادي الضباط باللاذقية كان هناك فعالية مع الهلال الأحمر الفلسطيني تخص الأطفال المنكوبين والمتضررين من الزلزال، وقد سعدنا بهذه الفعالية، فلا يكفي أن نرسل أغذية وثياباً بل لابد من إحضار ألعاب للأطفال، وأدوات رسم حتى يقوموا بنشاطات تنسيهم الخوف والرعب الذي انتابهم جراء كارثة الزلزال، ولهذا لابد من الاهتمام بهم وبحالتهم النفسية والصحية، لافتاً إلى وجود أطباء نفسيين، ومختصين بالتنمية البشرية كمتطوعين في فريقه الذي أسسه.


وختم حديثه بالقول ليس هناك أجمل من شعورنا وأنا أتحدث بصيغة جماعية لمبادرة بائع الحكمة وهم يشعرون بنفس الشعور أيضاً من أنك تقوم بعمل الخير وتمد يد العون، لإخوة لنا في هذا المصاب الأليم، والذي هو مصاب كل سوري شريف، ودائماً أقول الغنى هو بالعطاء وليس بالأخذ، لطالما قادرون أن نعطي ونشارك ولو بشيء صغير لبلدنا الحبيب وشعبه الطيب فنحن أغنياء وكثيراً، وأدعو كل الشباب والصبايا الذين يحبون عمل الخير والتطوع والمشاركة في كارثة الزلزال ومساعدة أهالينا في تلك المناطق المتضررة أن يشكلوا فرقاً أو ينضموا لفرق وجمعيات ويساهموا في واجب إنساني وأخلاقي، كما أتوجه بالشكر لكل الدول الصديقة والشقيقة التي قدمت المساعدة لسورية، سورية التي سترجع بعد هذا المصاب الأليم أقوى، وهي التي على مر التاريخ كانت عنوان الصمود والتحدي، والأيام القادمة هي عملية نهوض وسترجع مثل قبل، بل وأفضل بعون الله طالما فيها قيادة حكيمة وشعب جبار متكاتف.
دافع إنساني
أما آية نجدت الحمدان الطالبة بجامعة طرطوس – كلية العلوم – قسم علم الحياة – فقالت: منذ اليوم الأول لحادثة الزلزال قررت المشاركة بالأعمال التطوعية، دافعي هو حب بلدي وشعبه، ومن جهه أخرى هو دافع إنساني لنجدة أهالينا في المناطق المنكوبة وذلك من خلال اتحاد طلبة طرطوس الذي انتسب له وبالتنسيق مع المحافظة، حيث اتجهنا ومجموعة من الشباب المتطوع إلى مركز السورية للتجارة للقيام بالأعمال منذ التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساء من فرز مواد الغذاء و الألبسة و الأدوية، دون أن نشعر بأي تعب، وقد قمت مع مجموعة من المتطوعين بمرافقة قافلة مساعدات من طرطوس إلى اللاذقية، مبينة أنها ستبقى مستمرة بالعمل التطوعي وتقديم المساعدة إلى أن تتحسن الأحوال.
وأشارت إلى أنها تشعر بالرضا والسعادة لأنها قامت بدورها الوطني، منوهة أنها فخورة جداً بفئة الشباب الذين اندفعوا بكل غيرية للعمل الجماعي الإنساني حيث قضوا ساعات طويلة في المساعدة و تحضير المساعدات وتجهيزها، ليثبت الشباب أنهم عنصر فاعل ويعتمد عليه، والشعب السوري كله يد واحدة وقلب واحد، متوجهة بالشكر للدول التي وقفت إلى جانب بلدنا الحبيب سورية بهذه المحنة، جزائر الروح بلد المليون شهيد، العراق بلسم الجراح، لبنان الشقيق، وروسيا والصين الصديقتان، وكل بلد ساند في هذه المحنة الكبيرة، والرحمة لأرواح شهداء (ضحايا الزلزال ) والشفاء العاجل للجرحى وحمى الله الوطن وقائده.
فضل السوريين على الجميع
من جهته الشاب سعيد حسين الذي يعمل في مجال التسويق والميديا عن عمله التطوعي قال : قرار العمل التطوعي بالنسبة لي لم يكن وليد اليوم، فأنا بدأت في الانخراط به منذ عام 2008 من خلال مشاركتي في تأسيس تجربة نادي الرسم المجاني للأطفال في طرطوس، وبعد بدء الأزمة في سورية شاركت أيضاً في أكثر من فعالية مدنية ونشاط أهلي سواء كان إغاثياً أو تنموياً مع أكثر من فريق ومنظمة، كما أنني كنت متطوعاً في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري منذ عام 2019.


أما عن قراري في المساعدة بعد كارثة الزلزال فهو أمر أراه بديهياً بالنسبة لي، فقد لاحظت أن حجم الكارثة كبير جداً، والكارثة بحاجة لأي خبرة إضافية لتجاوزها.
فكان التوجه للفرق التطوعية والمبادرات التطوعية الناشئة، والتي تحتاج لبعض التنظيم، وكان عملي متركزاً في تشبيك مقدم الخدمة بالمستفيد الذي هو بحاجة لها، فنشطت مع أكثر من فريق وجهة على امتداد الجغرافية السورية.
وأضاف : في كارثة كهذه لا يمكننا الحديث عن أي عمل أو وظيفة، فكان هناك بعض (لن أقول الإهمال، وإنما التقصير) في وظيفتي خارج القطر، ولكن الحمد لله، الجميع متعاطف مع الحالة السورية، وقد حاولت قدر الإمكان التوفيق بين الأمرين.
وقال أيضاً : هواتفي لم تنطفئ منذ وقوع الكارثة إلا ما ندر، ومازلت مستعداً للمساعدة في تغطية أي حالة قد أبلغ عنها بعد التحقق والتقصي عن صحتها.
وعن شعوره وهو يقوم بعمله التطوعي أفاد : لن أتكلم عن الشعور والمشاعر كثيراً، فما من فضل لنا على أحد، بل على العكس فضل السوريين هو على الجميع ،
شكراً من القلب لكل أبناء سورية الذين أثبتوا بأنهم سوريين بحق دون أي تفرقة.
شعور ممزوج بالألم
هبة عبد والتي أسست فريق أكاديمية نوفا بيوتي للعمل التطوعي قالت : أخذت قراري من لحظة دخلت مواقع التواصل الاجتماعي ورأيت وجع الناس وحجم الخسائر البشرية والدمار في المناطق المنكوبة، وكوني أخت شهيد أعلم وأشعر بوجع الذين خسروا أحبة لهم من أب أو أخ أو ابن وهو شعور صعب جداً قاتل، ولهذا حاولت أن أقف لجانبهم ونحاول أن نكون مساعدين جسدياً ومادياً ومعنوياً بكل شيء حتى نجعلهم قدر الإمكان يستعيدون بعض الأمان الذي فقدوه بعد كارثة الزلزال، حيث قررت البدء بمبادرات من مركزي أكاديمية» نوفا بيوتي للتدريب الحرفي» وننطلق منها لتلك المناطق المنكوبة أنا وفريقي وبمساعدة زوجي يداً بيد وكان داعمي مع فريقي حتى لحظة تسليم المساعدات إلى اللاذقية وجبلة حيث الناس المتضررة، وأيضاً لم ننس كل شخص نازح إلى محافطة طرطوس وريفها، وكل متضرر بالمحافظه والريف المجاور بشكل عام.
وعن تفاصيل يومها التطوعي أفادت : يبدأ يومنا منذ التاسعة صباحاً نرتب السلل الغذائية بكميات تغطي حاجة كل عائلة، مع إضافة ألبسة ومواد تنظيف وتعقيم، طبعاً مع أخذنا الموافقة من السيد المحافظ لننطلق بعد ذلك إلى جبلة ومناطق الإيواء، ومن كنيسة لجامع لمدرسة لمبرة حتى انتهت جميع السلل الغذائية وقد غطينا حاجة 150شخصاً، وسنبقى نتابع توزيع السلل بشكل يومي بعون الله.


وختمت هبة بالقول : كل التعب والجوع والبرد الذي شعرنا به، نسيناه عند دعوة جاءتنا من قلوب مقهورة وخواطر مكسورة، الله يرحم جميع شهداء الزلزال ويشفي المصابين، ونعاهدهم سوف نبقى معهم قلباً وقالباً داعمين مبلسمين لآلامهم قدر المستطاع.
متطوعون حتى النهاية
أما شيماء محمد الحموي الطالبة في الصف الحادي عشر العلمي والتي كان لها مساهمة بارزة عن مشاركتها أفادت : بعد حدوث كارثة الزلزال وتضرر بعض المحافظات وتهجر العائلات والأطفال من بيوتهم، وبعد تأهب الجميع للعمل الإغاثي، ومنها منظمتنا منظمة اتحاد شبيبة الثورة، قمنا بتشكيل فريق تطوعي من أجل مساعدة أهلنا المتضررين والوقوف إلى جانبهم في تلك المحنة القاسية، شعارنا ( متطوعون من أجل الوطن )، متألمون على الأرواح البشرية التي خسرناها، وتشتت المئات نتيحة تهدم منازلهم، مدفوعون طواعية بحب العمل الإنساني، حيث قامت منظمة اتحاد شبيبة الثورة بجمع التبرعات بكافة أنواعها من المتبرعين وإرسالها إلى المحافظات والمناطق المنكوبة.
وأضافت : منذ وقوع الزلزال وحتى هذا اليوم، مستمرون بالعمل الميداني منذ الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة السادسة مساء نقوم بجمع الألبسة وفرزها وتشكيل سلل غذائية دون أن نشعر بالتعب، بل كان الشعور المسيطر علينا هو الانتماء إلى الوطن، وضرورة أن نكون كلنا يداً واحدة وقلباً واحداً نقف بجانب أهلنا وإخواننا المتضررين في مصابهم، نساندهم بكل مانستطيع، وسنبقى معهم على المرة قبل الحلوة حتى نتخطى هذه المحنة الأليمة.

آخر الأخبار
تضم بقايا عظام حوالي 20 ضحية اكتشاف مقبرة جماعية في قبو بمنطقة السبينة بريف دمشق الأوروبيون: ملتزمون بتعزيز أمن أوروبا وإحلال السلام الدائم في أوكرانيا مؤسسات تعليمية وتربوية واعية لبناء الدولة.. القاسم لـ"الثورة": خطى حثيثة للنهوض بواقع التعليم في حلب لماذا أعجبت النساء بالرئيس أحمد الشرع؟ مدارس درعا بلا مازوت..! حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد