الثورة – غصون سليمان:
أطلقت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وجمعية تنظيم الأسرة السورية عبر موقعها، خدمة التواصل المجاني على مدار ال٢٤ ساعة بهدف تقديم الاستشارة الاجتماعية والنفسية وذلك استجابة لتداعيات الزلزال، من خلال اعتماد المبادئ الأساسية لتقديم الإسعاف النفسي الأولي والذي يقوم على التركيز الأولي للرعاية الجسدية والمادية والحماية من الأخطار
بمعنى انه لابد من توفير الرعاية الجسدية الأساسية كعلاج الجروح وتوفير الملجأ والمأكل والملبس، ومن المهم أيضا توفير الحماية من أي أخطار أو تهديدات غير متوقعة من قبل الأشخاص بسبب حالتهم النفسية.
أما على صعيد التدخل المباشر فكلما تمكن الأشخاص من التأقلم مع الوضع الجديد بسرعة، كلما ازدادت فرصهم في استعادة استقرارهم وتوازنهم كي لا يستمر الأشخاص بالعيش في حالة الفوضى والارتباك دون أن يكون لديهم القدرة على استدراك المواقف لحل مشاكلهم، وأصبح من الصعب تحسن حالتهم.
وبناء على ذلك ووفقا للاستشارة النفسية والاجتماعية فمن الضروري تقديم الدعم بسرعة بعد حدوث الكارثة.
* التركيز على الموقف “هنا والآن “
تحت هذا العنوان يجب مساعدة الأشخاص لقبول حقيقة حصول ما حدث من خلال تشجيعهم على التعبير عن الأحداث وعن مشاعرهم أيضا. ووجوب احترام قرار الأشخاص في الرغبة بالصمت وعدم إجبارهم على الحديث عن تجربتهم الصادمة.
إضافة إلى تقديم معلومات دقيقة حول الموقف، بمعنى أنه عند حدوث الكوارث يصبح الأشخاص بحاجة أكثر للحصول على المعلومات سواء المتعلقة بالأوضاع الصحية أو غير ذلك، فهم بحاجة لمعرفة ماذا حصل ولماذا حصل، وبالتالي يجب إعلامهم بطريقة منطقية حول ما جرى وما يمكن توقعه.
وتؤكد المبادىء الأساسية للإسعاف النفسي عدم إعطاء وعود وضمانات لا يمكن تنفيذها، بل يجب المحافظة على المصداقية والشفافية في كافة الظروف مع الأخذ بعين الاعتبار الضغط النفسي والاكتئاب وعدم الارتياح السائد.
وفي الوقت نفسه يجب إعطاء فسحة من الأمل والتوقعات الإيجابية في هذه الظروف، بأن الشخص سوف يتعافى ويتخطى كافة الظروف الصعبة.
ويؤكد فريق الدعم النفسي بالهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان على المعرفة والإدراك بأهمية اتخاذ التصرفات المناسبة. بحيث تهدف التدخلات في حالات الطوارئ بشكل عام إلى تمكين الأشخاص من تنفيذ بعض الأنشطة لمساعدة أنفسهم حيث إن تنفيذهم للأنشطة بدلا من اعتبارهم مستقبلين للمساعدات هو أساس نجاح التدخل. ولكن وفي نفس الوقت يجب عدم إغفال أهمية توفير بعض الوقت للأشخاص لاستيعاب الصدمة وتوفير الرعاية الشخصية، إذ ينبغي أن يكون لديهم استيعاب كامل لما حصل قبل اتخاذ أي اتجاه للاستجابة.
والأمر الآخر هو الاهتمام بمبدأ لم شمل العائلة،من خلال البحث عن أفراد العائلة والعمل على لم شملهم إذ إنه من الممكن ازدياد حدة الضغط والقلق في حال غياب معلومات عن سلامة وموقع أفراد العائلة.
ومن الشروط المتبعة هو توفير الدعم النفسي وتعزيز الطمأنينة، عبرالاستماع للأشخاص وإشعارهم بوجود من يهتم بهم ومن الممكن أيضا تشجيع تدخل أعضاء آخرين من المجتمع لتقديم الدعم والمساعدة.
وفي كافة الأحوال يجب التأكد من أنه لم يترك أي شخص وحيداً. وضرورة العمل على التشبيك مع مزودي الرعاية والشركاء العاملين وإحالة الحالات لأنظمة الدعم والرعاية المتوافرة في الموقف.
وأخيرا لابد من التركيز على نقاط القوة والمرونة النفسية والتي تشير إلى وجوب التركيز على النجاح الذي حققه الأشخاص للتغلب على مصاعبهم حتى اللحظة، والثناء على تمكنهم من حالة التأقلم. وهنا يجب تشجيع الأشخاص على تطبيق الحلول التي تحتمل نسبة كبيرة للنجاح من ناحية الأثر.
لمساعدة منكوبي الزلزال..
