الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
من بدهيات الحياة أن الكلمة فعل مقاومة، وهي سجل الخلود الذي لا تمحوه عاديات الزمن، قد يقول قائل :الصورة فعل مقاومة…….. وهذا صحيح بعض الشيء نسبياً…… الصورة تجميد للحظة من الزمن في إطار ما……. ولكنها لا تقول إلا للحظة واحدة وحسب قراءات كل منا لها أمّا الحرف أو الكلمة فهو الذي يقول من هنا كان الإنسان الراوي والشاعر والحكماء وكان التاريخ…… وجاءت المقولة :إن الإبداع هو خلود ومقاومة للموت والفناء.
وما أصح المقولة :السرد يقاوم…. نسرد لنحيا لنروي آلامنا آمالنا، أهدافنا نعبر عما في قلوبنا.. في مكان ما حفرت عبارة تقول:كنت هنا ولا أحد سيحكي حكايتي.
هذه العبارة موجعة حد الفجيعة لكنها حافلة بالدلالات….. ما أكثر القصص والحكايا التي ماتت ولم يرويها أحد ما….. وما أكثر أيضاً ما علينا أن نسرده وأن نحكيه للأجيال عن شيطان اسمه الحضارة الغربية النفاق الغربي عن وسواس خناس اسمه واشنطن….. عن نفاق شاركت فيه الكثير من عواصم لا تعرف معنى الكرامة……… خبرنا ذلك عرفناه أكثر من عقد من حربهم العدوانية على سورية حصارهم قراراتهم إجراءاتهم القسرية….. ومن قبل سورية العديد من الدول أفغانستان والعراق……
واليوم تعروا تماماً حتى أكاذيبهم ملتهم…… الزلزال المدمر الذي أصاب سورية هتك آخر ستر عليهم.
في الفاجعة آلاف الحكايا لمن قضى، ولمن تضرر ولمن هب وساعد ومد يد العون…. لن نسكت لن نصمت سوف نروي حكايا الألم والأمل سوف يبقى حبرنا مغمساً بدمنا…. ليس الأمر عابراً سنروي حكاياتهم…. لن نكتب إلا الحكاية قد وصلت مدارها إلا مع فجر إنساني جديد….. خطه الدم السوري الطاهر الذي بذل في الحرب أو أهرق في زلزال الأرض وعرى العالم المنافق…… سنروي سنكتب….. دمنا حبر حكايانا.
العدد 1133 – 21-2-2023