الثورة- آنا عزيز الخضر:
يتجلى غنى المسرح بقربه من الحياة وواقعها، وكلما استطاع نقل حقائقها، كلما تألق إبداعه، واقترب من رسائله، خصوصا عندما يتعمق أكثر وأكثر في الجانب الإنساني، ليكشف حاﻻته، ويسلط الضوء على احتياجاتها ونوازعها ومشكلاتها..هذا ما ركز عليه العرض المسرحي (طاولة حوار) تأليف وإخراج( إيفان نابلسي). وقد تحدث عن العرض قائلا :
القصة تحكي عن مجموعة أشخاص لديهم شغف للعمل في المسرح، وكان مسرح داخل مسرح.
يحاولون إيجاد فكرة نص جديد، حيث تطرح كل شخصية فكرة معينة لبناء مشهد، أسماء الشخصيات هي أسماء الممثلين ذاتها ،حيث اعتمدنا على العفوية في الأداء لتقديم أنفسنا.
والافكار التي طرحت من قبل الممثلين أيضا، فكانت قصصا وحالات واقعية مروا بها في حياتهم اليومية.
أما المكان مجهول وفاقد للملامح، مليء بالبعثرة والكركبة..
العمل قائم على أربع أفكار أساسية، وهي الأفكار والحالات التي تصيب كل واحد فينا في مختلف فترات حياته، ويمكن أن ترافقه على مدار الأيام في حياته..
كل شخصية تطرح فكرة، وتحكي قصة عن حالها.
الأفكار هي الذكريات.. الشغف.. الحب.. الوقت طبعا
بوجود شخصية أساسية من ضمن الشخصيات دائماً عالِمة بكل مايحدث وبوجود هذه الدوامات والعواصف داخل نفوس الجميع.. المسرحية تقدم نماذج لحالات حقيقية، عاشها الممثلون تلخص حالات، مرت بها كل شخصية في مرحلة معينة.. كالحب والشغف والذكريات، وذلك بأسلوب خاص يتناسب مع اختلاف ذهنية المتلقين.
وهذا تسليط للضوء على بعض الأفكار من الواقع، الذي تعيش , وتعاني منه الأجيال بفترات عمرية مختلفة , أو قد تكون ساهية عنها بصفتها السبب الرئيسي للمشكلة.
وأتمنى أن نكون قد رسمنا البسمة على وجوه الحاضرين , وأوصلنا الأفكار , والقضايا، التي طرحت بشكل سليم , ومناسب .
وباختصار أقول : العمل اعتمد على الكوميديا الاجتماعية و هي دعوة للتعبير عن الرأي بحرية وجرأة عبر إثبات الوجود والتميز والابداع .
الممثلون : رهام نادر – إيفانا سليمان – سارة نابلسي – ايفان نابلسي
تصميم إضاءة الأستاذ محمد بسام خريج المعهد العالي للفنون المسرحية.
مساعد مخرج زين ملحم..هم شخصيات
العمل، والذي حمل طابع كوميديا سوداء،
نفسي وانساني وشبابي، قريب من الناس.. تم العمل عليه بطريقة لطيفة ومناسبة للجميع..
روح الشباب كانت طاغية ببعض المطارح ..متلا فكرة الشغف عندما تطرحها أحد الشخصيات تحكي عن نفسها انها تحب رقص الهيب هوب..
فنتعرف على المفهوم لثقافة الهيب هوب من خلال مشهد لطيف، وماذا يمكن لشخصية بعمر صغير أن تتعرض لمضايقات، وتمنع من محيطها من ممارسة شيء جديد.
وكذلك الأمر بالنسبة للحب.. و العلاقات والوقت الذي نغرق فيه..
طبعا هناك قصص منفصلة لكل فكرة ومرتبطة بخط واحد ثابت ، هو البروفا..
يبدأ العمل بخشبة فاضية..نرى كتل ديكور توحي للكركبة بالمكان
مع مرور المشاهد، تدخل قطع الديكور
حتى ينتهي العمل ببعثرة منتشرة في كل مكان.. كما هي حياتنا.. وطاولة حوار لا احد حولها،
اعتمدت على بعض التفاصيل التاريخية من خلال النص لإيصال الفكرة متل تجسيد قصة وفاة المتنبي بصورة مختلفة.. وبعض ابيات شعر من كتابة ابو الطيب المتنبي.