نذير نبعة في ذكراه السابعة.. بين اللوحة والرسم للأطفال

الثورة- أديب مخزوم:
مرت في 22-2-2023 ، الذكرى السنوية السابعة لرحيل الفنان الكبير نذير نبعة ( من مواليد دمشق 1938) الذي أعتبر بحق من رواد النهضة الفنية العربية الحديثة والمعاصرة . وفي هذه المناسبة أتوقف ولأول مرة، عند رسوماته الموجهة للأطفال، التي كان ينشرها ، وخاصة في مجلة أسامة، وهذا الجانب لايقل أهمية عن الجانب التشكيلي، وهو يستحق التنقيب والبحث والدراسة ، لاسيما وأننا لا نكاد نعثر ولا على مقالة واحدة تتناول هذا الجانب، حيث تركز مجمل الكتابات، على لوحاته وتجربته في مجال إنتاج اللوحة وعرضها، والتي مرت بتحولات وانعطافات عديدة على الصعيدين التشكيلي والتقني، ووصلت إلى حدود التجريد اللوني المنبثق من رؤية عناصر الطبيعة، وخاصة الجروف الصخرية الشاهقة، التي تركت تأثيرات واضحة على لوحاته، حين شاهدها في بعض المناطق الجبلية المحيطة بمدينة اللاذقية ، كما أن بعض لوحاته التجريدية، تحولت إلى سجل لذكريات طفولته ونشأته في بيت طيني في منطقة المزة في دمشق.
وسبب تجاهل رسوماته الطفولية، يعود إلى أن النظرة النقدية والعامة عندنا ، لاتزال تعتبر فن وأدب الطفل في المرتبة الثانية أو الثالثة أو العاشرة ، حتى أن نقاد الفن التشكيلي عندنا يعتبرون ان الرسم الموجه للأطفال والرسم الكاريكاتوري، خارج اختصاصهم، وهذا ما يزيد من عزلة هذا الفن وتغييبه عن كتب الفن التشكيلي، بخلاف النظرة السائدة في الدول الراقية، حيث يتبوأ هذا الفن الراقي واجهة الصدارة ، ويحصل رسام مجلات الأطفال على أعلى الأجور.
ومن خلال عودتي إلى أعداد مجلة أسامة القديمة، المحفوظة في أرشيفي، وجدت أن تجربة الراحل الكبير نذير نبعة المتخصصة بتنشئة البراعم، أقرب إلى اللوحات التوضيحية المرافقة للنص .  وفيها اعتمد على حركة الخط في تحديد العناصر والأشكال ( وخاصة الأطفال) ونرى في هذه الرسوم إمكانية على امتلاك حيوية الرسم ، المعبر عن القصة أو الحكاية الطفولية. وفي هذه الرسوم كان يستخدم الخط الأسود الرفيع في تحديد عناصره الإنسانية والطبيعية والمعمارية والحيوانية، الشيء الذي منح رسوماته الطفولية مزيداً من العفوية والتلقائية المستمدة من تأملات اللوحة الطفولية الحديثة.
وعلى الصعيد التشكيلي وصل في لوحاته ومعارضه، إلى جماليات ومناخات خاصة به، ولقد اكتشف خلال استعادته لتفاصيل (وجماليات الأزياء التقليدية، والصدفيات، والزجاجيات والأواني المزخرفة، والجواهر والحلي …) أن اللوحة هي فسحة يمكن من خلالها إعادة الاعتبار إلى معطيات التراث الفولكلوري والشعبي، الذي يتعرض للزوال والاندثار.
والرسم الواقعي الذي جسده يحتاج – كما هو معروف – إلى مزيد من الدراية المهنية والخبرة التقنية، في خطوات صياغة الأشكال والتفاصيل الصغيرة والدقيقة، وبمزيد من العناية والجلد والتأني والصبر الطويل.
ولقد أخبرني نذير نبعة في جلسة حوار معه: أن إنجاز اللوحة التي نتحدث عنها هنا يستغرق معه شهوراً وأضاف: أنه لا يستطيع أن ينجز في العام أكثر من أربع لوحات، كونه كان يرسم بدقة أدائية لافتة.
وفي المعرض الذي أقامه في غاليري أتاسي عام 2003 تحت عنوان «التجليات» قدم حواراً بصرياً مغايراً اعتبره البعض مناقضاً لأعماله السابقة، ولاسيما أنه ابتعد في صياغاته الجديدة عن الأجواء الجمالية التزيينية التي اشتهر بها.
كما ابتعد كل البعد عن النعومة والتأنق الخارجي الذي جعله ولسنوات طويلة يغرد خارج سرب التيارات التشكيلية المتطرفة، في حداثتها والمفتوحة على التقنيات التلوينية الأوروبية الحديثة والمعاصرة.
والواقع أن تجربته قد عرفت في تحولاتها ومنذ منتصف الستينات هذا التفاوت، والتنقل من حالات ورغبات رسم المشهد بتفاصيله الواقعية وخطواته التشريحية، إلى محاولات إبراز طبقات اللون الكثيفة، والتي تصل إلى حدود استخدام العجائن الخشنة، الأكثر جرأة وعفوية وحرية في صياغة عناصر الأشكال الإنسانية.
وهذا يعني أن مسار إظهار التضاد الحاد لم يكن جديداً، لأنه في خطوات معارضه السابقة سبق وبحث في بعض لوحاته عن إشارات عفوية، حتى أننا نستطيع أن نكتشف تعددية لأكثر من ثلاثة اتجاهات واضحة، ظهرت في تنويعات أعماله التي قدمها بعد مرحلة دراسته الأكاديمية في القاهرة وباريس.

آخر الأخبار
تضم بقايا عظام حوالي 20 ضحية اكتشاف مقبرة جماعية في قبو بمنطقة السبينة بريف دمشق الأوروبيون: ملتزمون بتعزيز أمن أوروبا وإحلال السلام الدائم في أوكرانيا مؤسسات تعليمية وتربوية واعية لبناء الدولة.. القاسم لـ"الثورة": خطى حثيثة للنهوض بواقع التعليم في حلب لماذا أعجبت النساء بالرئيس أحمد الشرع؟ مدارس درعا بلا مازوت..! حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد