الثورة – عمار النعمة:
على مدرج المكتبة الوطنية المطلّة على ساحة الأمويين ألقى الإعلامي والكاتب السوري الدكتور أحمد موفق زيدان محاضرة مهمة بعنوان “زلزال فتح دمشق وواجب المرحلة”، وهو المُتخصِّص في الشأن الباكستاني والأفغاني، ومدير مكتب الجزيرة في باكستان، وله عدة مؤلفات مهمة, ثم تلاها توقيع كتابه “زلزال فتح دمشق”، وذلك بحضور القائم بأعمال وزارة الصحة الدكتور ماهر الشرع وحشد من المثقفين والإعلاميين.
وقال زيدان: يوم الثامن من كانون الأول هو اليوم الذي صحا فيه الشعب السوري على بلده محرراً من عصابة حكمته لعقود، حيث شعرنا أنه لأول مرة بات لنا وطن ننتمي إليه، ونضحي من أجله، مَن كان يتخيل انتزاع هذا النظام من شروشه, ولاسيما أن كل المشكلات التي حدثت كانت من وراء هذا النظام البائد, في الحقيقة لم يكن زلزالاً فقط, بل سيتذكر العالم أن السوريين قاموا بفعل جبّار ليس لإنقاذ أنفسهم وإنما إنقاذ العالم كله.
ولفت إلى أن كتابه الجديد “زلزال فتح دمشق”، وثّق الرواية مبكراً التي قادت للتحرير, والتي أعتقد أنها دين برقبتنا وللشهداء وللذين ضحوا من أجل هذا اليوم، ولاسيما بعد أن تحولت سوريا في ظلال حكم البعث وآل الأسد إلى مزارع، ومنابع قلق للسوريين والجوار والعالم كله.
تحدث الكتاب عن خلفيات عملية “ردع العدوان”، وسير العملية بدءاً من غرفة العمليات في شمال إدلب، إلى فتح دمشق، وتداعيات الزلزال على المنطقة والعالم كله، نظراً لموقع سوريا الجيوسياسي المهم والحساس والحيوي والمتداخل مع العربي والإقليمي والدولي، مع عمق المشكلات التي رسخها العهد البائد بوجوده.
وأضاف زيدان: الكتاب هدف بشكل أساسي إلى معالجة رواية وسردية الشهداء والمقاتلين، وهي الرواية الحقيقية التي تابعتها ورصدتها وعايشتها لحظة بلحظة، بحيث تنسف رواية من نسب الفتح أو التحرير وسقوط عصابات الأسد، إلى مؤامرات دولية وإقليمية، وتدخل دول إقليمية ودولية ساعدت في عقد وإبرام صفقات من أجل إسقاط عائلة الأسد، بينما رأينا تماماً كيف أن هذه الدول كانت تعارض أي عمل ضد العصابة الأسدية أولاً، وثانياً: كيف أن هذه الدول في غالبيتها كانت تدعو الأسد إلى التفاوض واللقاءات، والاجتماعات، وتسعى إلى تعويمه، لكن إرادة وفضل الله، ثم إصرار الثوار على انتزاع النصر من أشداق الضباع والوحوش العالمية، كانت لهم بالمرصاد، فنجحت في تحقيق فتح دمشق.
وكتب زيدان إهداء في الصفحة الأولى من كتابه قال فيه: إلى شهداء عمليات “ردع العدوان”، الذين خطوا النصر بأيديهم ودمائهم، إلى جرحى معارك عمليات “ردع العدوان”، إلى كل الشعب السوري الذي انتفض متظاهرين ومشردين، صوّتوا بأرجلهم ضد هذه العصابة، فعانوا ما عانوا طوال سنوات، إلى شهداء الثورة السورية، وشهداء سوريا الذين قدموا أرواحهم على هذا الطريق منذ سطو البعث على السلطة منذ عام ١٩٦٣ إلى اليوم، فكان لهم شرف البداية ولهم أجر النهاية بإذن الله.
بدوره الدكتور ماهر الشرع أكد أهمية الكتاب وما يحتويه ليصبح مرجعاً تاريخياً سياسياً ببصمة الدكتور أحمد زيدان، الذي يهتم بالجوهر ويعطي الدلالات لمن يريد التفكير والاستنتاج والبناء عليه.
وأضاف: هذا الإنجاز العظيم هو إنجاز الشعب السوري بشكل كامل, وقد تجلت عظمة الشعب السوري من خلال مسكه لزمام الأمور، وتسيير البلاد بشكل جيد حتى اللحظة.
وتحدث د. الشرع أنه تم تدمير البلاد بشكل ممنهج من قبل النظام البائد، وهذا يدعونا إلى التكاتف ووحدة الصف والعمل المستمر متسلحين بالعلم وأساسيات العمل، سواء في الاقتصاد أم الصناعة أم الزراعة أم الصحة.. فأمامنا تحديات كثيرة علينا تجاوزها بالتكاتف والتعاضد، والتركيز على العمل القانوني والمهني, مقدماً الشكر للإعلامي أحمد زيدان على جهوده المبذولة والتي يبهرنا فيها دائماً.