اختبار لإنسانيتهم

الحيرة من أصعب أنواع المشاعر التي قد يتعرض لها الفرد أو الدول في سيرورة الحياة، وخاصة عندما يخوض فرد أو دولة أحد الاختبارات التي تكون بناء على خيارين فقط وعليه إلزاماً اختيار أحدهما سلباً أو إيجاباً.
الغرب الاستعماري لا يملك أي مشاعر، لذلك ترى أن لا حيرة عنده حتى في أصعب المواقف الإنسانية، وهذا ما حدث بالفعل بالنسبة لموقفه من الزلزال المدمر الذي ضرب سورية، فدول الغرب الانتهازية لم تر أي حرج في اختيار المضي قدماً في لعبة العقوبات القسرية والقاسية على الدولة السورية، توازياً مع نتائج الزلال الكارثية التي ألمت بالشعب السوري.
كارثة الزلزال أكدت المؤكد، واختبار الإنسانية من أدق الاختبارات وأصعبها على الإطلاق، حيث أنه يقيس مدى إنسانية الأفراد، التي تتحكم بقرارات كبيرة وتحكم دولاً بعقلية الحروب الساخنة والباردة، وقد تبلدت مشاعر الغرب التي تجيش في أماكن وتتعطل عندما يكون الوضع يخص سورية وشعبها حتى في ظل ظروف إنسانية قاسية لا مجال فيها للتردد في سلوك طريق الإنسانية، وطريق إنسانية الغرب هنا رفع العقوبات الظالمة عن سورية.
كارثة الزلزال لم تحرك ضمائر الدول الغربية المنخرطة في حلف واشنطن، وقادتها من أصحاب الرؤوس الحامية التي تدعي الإنسانية، فواصلوا صلفهم وحقدهم، وغضوا الطرف عن مشاهد الدمار وصرخات الأطفال من تحت الركام والأنقاض، في ظل نقص حاد بمعدات ومواد الإنقاذ والإغاثة الناجم بشكل أساسي عن استمرار عقوبات الغرب على الدولة السورية.
العقوبات الاقتصادية التي لا أساس لها ولا حق أو قانون تبنى عليه، سوى قوانينهم التي تسن وفق أهوائهم ضد سورية، هي في الحقيقة أداة عقاب وقتل جماعي، لا تقل في خطورتها عن كارثة الزلزال، واستمرارها في ظل الأوضاع الحالية هو دليل إثبات من الغرب على الاستمرار في عقاب وأذية الشعب السوري عن سبق إصرار وترصد، وهذا أمر يجب ألا يمر دون مساءلة أو حتى عقاب لمن يساهم في خنق الاقتصاد السوري في وقت الأزمات الإنسانية فائقة الصعوبة.
سورية تعمل بشكل حثيث وصادق للحفاظ على حقوق الإنسان في كل بقاع العالم ومنع انتهاكها، ضمن منظومة أخلاقية رفيعة المستوى، وعلى أساس المبادئ التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ الحياد والموضوعية، بعيداً عن المواربة والتسييس البغيض، الذي تنتهجه الدول الغربية.
كارثة الزلزال الذي ضرب سورية عمقت الظروف القاسية، وضاعفت معاناة السوريين، لكنها أظهرت الخبيث من الطيب، وبينت العدو من الصديق، والشركاء الحقيقيين في العمل الإنساني، ودائماً في الأزمات والكوارث تظهر نقاط مضيئة تخفف عن الدولة والأفراد معاناتهم، وهذا ما ظهر في كارثة الزلزال، وأظهر المعادن على حقيقتها.

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى