بجهود حكومية وأهلية.. دوما تستعيد خدماتها وتساهم في الحملة الوطنية للاستجابة

ميساء الجردي:
تحدث الدكتور هشام المما رئيس مجلس مدينة دوما عن متابعتهم للخدمات المقدمة سابقاً فيما يتعلق بمعالجة شبكات الصرف الصحي وخاصة أن هناك خطوط كبيرة كانت مخربة ومغلقة وهو عمل مستمر لم ينته يتم بشكل أساسي بمساعدة منظمات دولية. في حين البلدية تعمل على معالجة الحالات الإسعافية البسيطة، كما يتم العمل على إعادة تنظيم الكهرباء وخاصة أن هناك نظام الأمبيرات وشبكة الكهرباء الحكومية التي يتم إعادة تأهيلها في ظل المعاناة من قلة المحولات الموجودة بالمدينة بأقل من 20% مما كان قبل الأحداث، وسرقات خطوط التوتر.

أشار إلى العودة الكبيرة لسكان دوما حيث يصل العدد اليوم إلى 450 ألف نسمة وهناك استقرار جيد في موضوع الخدمات بشكل عام وخاصة موضوع المدارس التي تم إعادة تأهيل مجموعة كبيرة منها وأصبحت قادرة على استيعاب كل طلاب المدينة. كما يتم متابعة مشاريع التعبيد والتزفيت وإصلاح الشوارع قدر الإمكان، وحملات تشجير كبيرة جداً شارك فيها غالبية المجتمع الأهلي في دوما، والذي يعتبر شريك حقيقي في خدمة المدينة، فهو يشارك بالكثير من المشاريع مع البلدية وخاصة في الحفاظ على البنية التحتية وخاصة الجمعية الخيرية لإغاثة المحتاجين التي لديها معرفة كبيرة بالناس المحتاجين ولديها آليات في المساعدة لتقديم الخدمات وهناك جمعية الصحة الخيرية التي تقدم الخدمات الطبية وهناك شعبة الهلال الأحمر العربي السوري.
وأشار رئيس مجلس المدينة إلى موضوع الاستجابة السريعة للحملة الوطنية المتعلقة بكارثة زلزال 6 شباط حيث تم جمع التبرعات النقدية ودفعها بالحساب البنكي وكذلك تم إرسال المساعدات العينية بسيارات خاصة وإرسالها عن طريق المحافظة إلى المناطق المتضررة من الكارثة.
مشاريع جديدة
يبين المما أن خطة البلدية لعام 2023 تتركز على متابعة أعمال تجهيز الآليات الخاصة بالبلدية لتنظيف المدينة، ومتابعة مشاريع الصرف الصحي ومشاريع التعبيد وتأهيل مبنى الوحدة الإدارية ومشروع بناء إداري لكي تعيد هذه الوحدة تأهيل البنى التحتية الخاصة بها، وخاصة أن هناك أنفاق موجودة تحت الأبنية الإدارية والخدمية الحكومية مثل المشفى الإسعافي وشعبة الحزب والمحكمة والمركز الثقافي وهي مراكز حكومية أساسية، وهذه الأنفاق تشكل خطراً على هذه الأبنية لكونها تصل إلى عمق 7 أمتار وقد تم دراسة الأمر من قبل المهندسين المختصين وتحديد حجم الأنفاق وخطورتها وآليات معالجتها.
المركز الثقافي بدوما
ريما عطايا مديرية المركز الثقافي بدوما تحدثت عن إعادة تأهيل جزء من المركز الثقافي بالتشاركية بين مؤسسات الدولة والمجتمع المحلي الذي كان له دور كبير بتحسين الوضع الثقافي في دوما، مشيرة إلى الجهود الكبيرة التي بذلت لتجهيز المكتبة من قبل فريق عمل ثقافي من الشباب المتطوعين بالتعاون مع أمينة المكتبة وموظفي المركز الذين عملوا على انتشال الكتب من بين الخشب والزجاج المدمر بالكامل، وترميمها وتجميعها ومحاولات رفدها بكتب جديدة لتعويض النقص، وإلى وجود قاعة واحدة حالياً مؤهلة لإقامة جميع الأنشطة المطروحة للقيام بها ولهذا يتم تقسيم الوقت بدقة كبيرة بين جلسات الأطفال والندوات والمحاضرات أو المعارض.
وبينت عطايا قيام المركز بدورات تدريبية وتعليمية مختلفة منذ افتتاحه، تستهدف الأطفال وجيل الشباب بالدرجة الأولى، فهناك دورات للقراءة وأمسيات شعرية، دورات خاصة باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، حيث يتم العمل وفق خطة وزارة الثقافة مع التأكيد على موضوع النوع وليس الكم، وعلى حاجيات المجتمع المحلي بما ينعكس بشكل إيجابي على الأهالي، ومن ضمنها العمل على حماية التراث المادي واللامادي للمحافظة على التراث الشعبي من خلال عرض أفلام وثائقية حول التراث السوري الخاص بالمنطقة.
وأكدت مديرة المركز الثقافي على أهمية العمل الثقافي في الوقت الحالي لإعادة بناء العقل فكرياً وثقافياً وعقائدياً، إذ يتم التركيز على إعادة بناء الطفل وتعزيز الانتماء، خاصة أن ضربات الإرهاب كانت موجهة لتدمير البنى الثقافية في المجتمع وكان ذلك ملاحظاً من خلال تدمير المراكز الثقافية في الريف الدمشقي لأكثر من النصف، فقد كان المركز الثقافي في دوما بمثابة قصراً للثقافة قبل أن تطاله يد الإرهاب، لافتتاً إلى التعاون الكبير من قبل المجتمع المحلي في التخلص من الردم الذي كان موجوداً في المركز وفي تنظيفه وقيام سور جديد للحماية، إضافة إلى التعاون في بناء الفكر وتقديم الدعم للدورات والتنمية البشرية للشباب الذين عاشوا خلال فترة الأزمة بهدف إعادة بناء الفكر من جديد ودعم الذات والوصول إلى بناء الإنسان الفاعل بالمجتمع.
وأشارت إلى أهمية وجود صفحة أصدقاء قصر الثقافة التي يشارك فيها جميع الأشخاص الذين لهم تأثير ودور فعال بالمجتمع من أجل دعم المبادرات في المركز ودفع الشباب والطلبة لحضور المحاضرات والتسجيل بالدورات ونشر التوعية.
استجابة سريعة
محجوب البعلي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لإغاثة المحتاجين بدوما أكد أنهم بمجرد معرفتهم بحدوث الزلزال المؤسف في 6 شباط كان هناك سعي مباشر لعمل الخير وخاصة أن هذه الصفة موجودة لدى الناس بكثرة، فكانت الاستجابة سريعة لدعوة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وتجهيز حملة من الألبسة والاحتياجات وإرسالها إلى المتضررين من الزلزال. حيث تم تجهيز الحملة بقسم من الملابس التي هي من إنتاج مشغل الأصيل التابع للجمعية وقسم من المتبرعين من أهالي المنطقة بقيمة 103 مليون ليرة سورية، ومن ثم تسييرها وإرسالها إلى المناطق المنكوبة عن طريق محافظة ريف دمشق، بعد توضيب وتعبئة المواد ضمن كراتين من قبل الفريق التطوعي في الجمعية.
وأكد البعلي أن الجمعية تعمل على تجهيز حملة ثانية من الملابس المتنوعة لكافة الأعمار، بما يعادل 50% منها مواد مقدمة من متبرعين من أهالي مدينة دوما و50% هي ملابس مصنعة حديثا من إنتاج مشغل الجمعية وقد تم تشكيل فريق تطوعي لتجهيزها وتعبئتها، لافتاً أن ما قدموه كان ضمن الإمكانيات المتاحة للجمعية وهو جزء من عمل الخير اتجاه هذا الحدث المأساوي.
وتحدث عضو مجلس إدارة الجمعية عن الخدمات التي يتم تقديمها لأكثر من 530 عائلة لأشخاص معاقين و500 عائلة ليس لديهم معيل و950 عائلة دائمين و1800 عائلة أيتام وإلى أكثر من 5500 من الأفراد، مشيراً إلى أن الجمعية اليوم تعمل على افتتاح عيادات طبية في عدد من الإختصاصات (سنية وعينية ونسائية وبولية) لتقديم الخدمات بأسعار رمزية جداً، من خلال التعاقد مع الأطباء المختصين، بعد أن تم تأمين المكان والأدوات والتجهيزات الطبية ونجاح تجربة افتتاح العيادة السنية.
أربعة مدارس جديدة
نهى النجار مشرف مجمع دوما التربوي تحدثت عن عودة كبيرة للمدارس في دوما حيث وصل عدد المدارس الفاعلة إلى 13 مدرسة حلقة أولى و6 مدارس حلقة ثانية وثانوية عامة وثانوية صناعية مهنية وثانوية تجارية للذكور وثانوية مهنية للإناث إضافة إلى وجود ثانوية المتفوقين، مبينة أن الوضع في هذا العام أفضل من الماضي بتلافي النقص بالكوادر التعليمية وقد أقيمت عدت مبادرات بدعم من المجتمع المحلي لدعم هذه الكوادر فأصبح الإقبال كبير من طلاب الجامعة للتعليم في المدارس.
وبينت النجار أن قسم من هذه المدارس تم تأهيله من قبل بعض المنظمات الدولية مثل المجلس الدنمركي ومنظمة اليونيسف بالتعاون مع وزارة التربية، وقسم تم تأهيلها من قبل المجتمع المحلي، إضافة إلى مبادرات الأهالي في تخديم المدارس والتي من ضمنها الصيانة والترميم وقد كان أخر تجربة لهم لدعم المدارس هي حفر آبار وتركيب غطاسات مي لتخديم موضوع النظافة في المدارس، ولفتت أنه في هذا العام تم افتتاح أربع مدارس جديدة منها ثانوية المتفوقين بدوما ونقلها إلى بناء جديد كما تم نقل الثانوية الصناعية لبنائها المتواجد بطريق الشيفونية وتم فصل الثانوية الصناعية المهنية عن الثانوية التجارية وافتتاح مدرسة حلقة ثانية ذكور حيث أصبح عدد الطلاب في الحلقة الأولى 19336 والحلقة ثانية 5907 والثانوي 5696.

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى