لم يعد خافياً على كل متابع لسياسة الولايات المتحده الأميركية في المنطقة أن العدوان المباشر وإشعال الحروب استراتيجية أميركية لتحقيق مصالحها الإستعمارية على حساب مصالح الشعوب، وكذلك لضمان ربيبتها “إسرائيل” وتشجيعها على التمادي في عدوانها وخرقها لكل قرارات الشرعية الدولية، وما قام به الكيان الصهيوني من عدوان على مطار حلب الذي يستقبل الطائرات المحملة بالمساعدات لمتضرري الكارثة الإنسانية الزلزال المدمر خير مثال على التشجيع الأميركي لهذا الكيان الغاصب وإبقاء المنطقة في حالة من التوتر والغليان.
رئيس هيئة الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي إلى شمال شرق سورية حيث تتواجد قوات أميركية غير الشرعية والتي تحتل جزءاً من الأراضي السورية يأتي في إطار إعادة الروح إلى تنظيم داعش الإرهابي وتشجيع الميلشيات الانفصالية على مواصلة جرائمها وبالتالي إطالة الحرب والعدوان على سورية هذا من جهة، ومن جهة أخرى يوحي هذا التسلل بأن هناك مخططاً عدوانياً جديداً يستهدف من يخالف السياسة الأميركية ولاسيما الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث ستكون القواعد غير الشرعية عاملاً مساعداً في العدوان، وبالتالي جرّ المنطقة إلى حروب جديدة ستكون نتائجها كارثية إن حدثت.
ما يوحي بأن هناك مخططاً أميركياً صهيونياً لإشعال المنطقة بحروب جديدة تصريحات ميلي الذي قال فيها إن المهمة تستحق المخاطرة وأيضاً زيارة وزير الدفاع الأميركي للمنطقة، والتي شملت الكيان الصهيوني والتصريحات الأميركية المضللة التي أشارت دون تقديم أي إثباتات إلى أن إيران خلال ١٢يوماً ستصنع قنبلة نووية رغم تأكيد إيران أنها لن تسعى لصنع هذا السلاح بناءً على فتوى السيد علي خامنئي بهذا الصدد، وهذا التضليل الأميركي يذكرنا بالتضليل بعد قصف هيروشيما وناغازاكي بقنابل نووية، حيث ذكرت بعض التقارير أن الإدارة الأميركية آنذاك قالت لولا لم نقصف اليابان كانت اليابان ستقصفنا دون تقديم أي دليل، كل ذلك يؤكد أن المنطقة على صفيح ساخن ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إشعال المنطقة بارتكاب أي حماقة من الكيان الإسرائيلي أو الولايات المتحده الأميركية.
تسلل ميلي إلى شمال شرق سورية المدانة وغير الشرعية والذي يعد انتهاكاً سافراً للقوانين الدولية، والذي يحمل في طياته دعم الإرهاب الداعشي والميلشيات الانفصالية ورائحة العدوان تتطلب من المجتمع الدولي المحب للأمن والاستقرار فضح المخططات الصهيو أميركية التي تستهدف شعوب المنطقة والعمل على لجم هذه السياسة الرعناء، وبغير ذلك فإن المنطقة تتجه نحو المزيد من الإرهاب والحروب الكارثية نتيجة السياسة الأميركية الطائشة والمتوحشة لاسيما وأن استمرار العدوان على سورية و استهداف إيران لن يكون نزهة للمعتدين وسوف يكون الرد كبيراً وقاسياً.