الثورة – هراير جوانيان:
اختارت إدارة فريق باريس سان جيرمان الفرنسي إعارة عدد كبير من اللاعبين، خاصة خلال الميركاتو الصيفي، وذلك بحثاً عن منح الشبان فرصة خوض عدد أكبر من المباريات في ظل المنافسة القوية في الفريق، وكذلك التخلص من نفقات بقية النجوم.
وتؤكد المعطيات الأخيرة أنَّ سياسة الباريسي كانت ناجحة بنسبة كبيرة، باعتبار أنَّ الأسماء التي كانت تنافس على اللعب ضمن التشكيلة الأساسية، كسب معظمها التحدي في التجارب الجديدة، إذ يملك سان جيرمان 15 لاعباً معاراً حتى حدود نهاية الموسم الحالي، وفق أرقام موقع (ترانسفيرماركت) المختص في الصفقات، ومعظم الأسماء ارتفعت قيمتها السوقية.
وكانت بداية الحارس كيلور نافاس، في تجربته الإنكليزية مع نوتنغهام فورست، موفقة إلى أبعد حدٍّ، ونال مستواه في أول ظهور له إشادة كبيرة بين جماهير فريقه، حيث لعب دوراً كبيراً في انتصار فريقه، وبالتالي انطلاق حملة الدفاع عن فرصه في تفادي الهبوط بنجاح، ولا يتحمل مسؤولية في هزيمة الفريق أمام فولهام (2-0)، بل لعب دوراً في تفادي خسارة بفارق مهم، وتألَّق لاحقاً في مواجهة مانشستر سيتي.
كما فرض الأرجنتيني ماورو إيكاردي نفسه نجماً في الدوري التركي، فبعد بداية صعبة نسبياً مع غلطة سراي، عاد بقوة في المباريات الأخيرة وبات من بين نجوم المسابقة المحلية بامتياز، وعلاقته بجماهير فريقه الجديد قوية للغاية، ما يؤكد أنَّه قد يعود أقوى إلى الباريسي، أو أنَّ غلطة سراي سيطلب شراء عقده بشكل دائم وتمديد تجربته مع الفريق.
وتأثر أداء ليناردو باريدس، الذي انتقل إلى جوفنتوس الإيطالي، بمشاركته في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، ولكنه عاد ليظهر مع الفريق بعد أن تخلص من مشكلاته الصحية، وبات لاعباً مهماً بالنسبة إلى المدرب ماسيمو أليغري رغم قوة المنافسة في وسط الميدان، بما أنَّ جوفنتوس ضمّ باريدس بعد أن اعتقد أنَّ لاعبه الفرنسي رابيو سيرحل عن الفريق.
وتلقى الهولندي جورجينو فاينالدوم صدمة قوية بعد أن أصيب منذ بداية تجربته مع فريقه الجديد نادي روما الإيطالي، حيث كان مرشحاً ليكون أساسياً منذ البداية، وقد استقبلت الجماهير خبر تعافيه وعودته لخوض المباريات منذ أيام قليلة بسعادة كبيرة، بما أنّه سيكون حلاً مميزاً في الفريق، وسيلعب بانتظام خلال المرحلة القادمة كون الجميع في انتظار جاهزيته الكاملة، حيث شارك أساسياً للمرة الأولى مع فريقه في لقاء في الكالتشيو.
كما أعار الباريسي مدافعه السينغالي عبدو ديالو إلى لايبزيغ الألماني، ووضعه في فريقه الجديد غير مستقر، ولكنّه حقق ما يبحث عنه، بما أنّه كان يعلم جيداً أن وجوده في الباريسي كان سيحرمه من الظهور في مباريات الفريق هذا الموسم، كما أن الباريسي قد يحقق مكاسب مالية في الميركاتو الصيفي عبر بيع عقده بشكل نهائي.
وكانت بداية الألماني دراكسر موفقة مع نادي بنفيكا، حيث شارك في 18 مباراة مع النادي البرتغالي، ولكنه تعرض إلى إصابة خطيرة منذ أيام قليلة، أنهت موسمه، وبالتالي، فإنَّ الفريق البرتغالي لن يرفع بند شراء العقد باعتبار أنَّه لم يستفد كثيراً من النجم الألماني.
وخاض المدافع الأيسر لخوين كيرزاوا، هذا الموسم، أول مباراة له أساسياً منذ فترة طويلة، حيث أعاره الباريسي إلى فريق فولهام الإنكليزي بعد أن واجه أزمات صحية عديدة، ولا يعتزم الفريق الفرنسي استعادته في الموسم القادم، ولكن التجربة الإنكليزية رفعت من قيمته السوقية إلى 5 ملايين يورو، ولكن إصابته الأخيرة قد تعطل تألقه.
وبالنسبة إلى اللاعبين الشبان، ورغم فشل رحيل إسماعيل الغربي إلى فريق نيس الفرنسي في اللحظات الأخيرة من الميركاتو الشتوي الماضي، فإن القيود التي تُحددها الرابطة الفرنسية منعت العديد من اللاعبين من الرحيل، ذلك أن كل فريق له حصة محددة من اللاعبين الذين يمكنهم الرحيل في إطار الإعارة في الدوري الفرنسي، ولكن الهدف الأساسي من إعارة الشبان هو التعرف على حقيقة مستواهم عند خوض مباريات في مستوى قوي.
