الثورة – ترجمة رشا غانم:
كجزء من خطة الإنفاق الحكومي التي كشف عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ستزداد ميزانية الدفاع المالية للولايات المتحدة الأمريكية لعام 2024 بمقدار 26 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 3.2% عن المستوى لعام 2023 الّذي خصص ما يقارب 817 مليار دولار أمريكي للبنتاغون.
تشكّل الولايات المتحدة الأمريكية الآن 40% من إجمالي نفقات الدفاع العالمي، ومع ذلك فقد كانت تدقّ أجراس الإنذار لميزانية الدّفاع التي كشفت عنها الصّين لعام 2023 والتي- إذا ما قارناها بالدولار الأمريكي- فلن تتجاوز ربع ميزانية الولايات المتحدة.
تنفق الصّين أقل من واحد بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على جيشها، بينما تنفق الولايات المتحدة على جيشها الضّعف، حيث يصل الإنفاق العسكري الأمريكي إلى 3.5% من ناتجها المحلي الإجمالي، ودعونا لا ننسى بأنّ الإنفاق العسكري في الولايات مدّعم أيضاً من قبل حلفائها، حيث تعمل القوى المسلّحة لحلفائها كزوائد للجيش الأمريكي، كما يخدم إنفاقهم الدفاعي بشكل أساسي مخططات واشنطن العاصمة، ناهيك عن أنّ أعضاء النّاتو الأوروبيين يشحنون المعدات العسكرية وغيرها من الموارد لدعم الصراع بالوكالة للولايات المتحدة ضدّ روسيا في أوكرانيا.
علاوةً على ذلك، فإنّ جزءاً من الميزانية المقترحة للبنتاغون في العام القادم ستعود إلى أوكرانيا، ما يدلّ على جهود واشنطن الملّحة لدعم الحرب هناك وتحويل البلد الأوروبي إلى مكان طويل الأمد للحرب بالوكالة وكتلة مواجهة، فبعد سنة من اشتعال الأزمة، تبيّن أنّ الولايات المتحدة هي الرّابح الأكبر من الحرب.
إنّ الحرب بالوكالة لإدارة بايدن قد سجلّت مرّة أخرى هدفاً ضخماً لشركات الدفاع الأمريكية العملاقة والمقاولين، حيث استمرت الطلبات من البنتاغون بمزيد من الدعم والأسلحة منذ العام الماضي، وقد نجحت بإخراج روسيا من سوق الطّاقة في أوروبا، وحصلت على نصيب مغر لنفسها.
ولا نبالغ عندما نقول، بينما تُظهر نفسها على أنّها صانعة للسلام، ولكنّها في الحقيقة، تمثل الخطر والتهديد المتزايدين لسلام العالم واستقراره، حيث أنّ معظم نفقاتها العسكرية توّجه للتّدخل في الصراعات الإقليمية، وتستخدم الباقي للحفاظ على هيمنتها العسكرية العالمية وتدفع مبلغ صفر مقابل تلك الهيمنة.
هذا ويثير الإنفاق العسكري المرتفع في أوقات السّلام مخاوف مفجعة من أن يؤدي ذلك إلى سباق تسلح في جميع أنحاء العالم، ويفاقم من المنافسة الجيو سياسية، الأمر الذي سيزيد من المخاطر الأمنية في جميع أنحاء العالم.
إنّ ميزانية الولايات المتحدة العسكرية العالية، ليست إلا تأكيداً على حقيقة القوة العظمى الوحيدة في العالم كمثيرة للحرب، ولكنّ التّاريخ أثبت بأنّ التدخلات العسكرية ليس من شأنها إلا أن تزيد الأمر سوءاً، وما على الولايات المتحدة إلا أن تأخذ عبرةً من الحروب التي شنتها في كل من العراق وأفغانستان، وتسعى لمعالجة إدمانها، بتصويب استخدامها للقوى في الطريق الصحيح.
المصدر- تشاينا ديلي