لوموند: غزو العراق من أكثر القرارات تدميراً لـ “الشرق الأوسط”

الثورة – ريم صالح:

هو يوم التاسع عشر من آذار من عام ٢٠٠٣، نكاد نجزم أن هذا التاريخ لم ولن يمحى من الأذهان، فكيف لنا أن ننسى اليوم الذي غزت فيه الولايات المتحدة الأمريكية العراق، تحت مسميات، ومزاعم ثبت بالدليل القاطع أنها كانت كلها عبارة عن أكاذيب، وفبركات، وتلفيقات هوليودية، لا أساس لها من الصحة، وبأن كبار المسؤولين الأمريكان، والأوروبيين، ورغم أنهم كانوا على دراية بأن ما ساقته إدارة بوش حينها على المنابر الأممية من اتهامات باطلة للدولة العراقية حول امتلاكها لأسلحة الدمار الشامل مجرد أكاذيب محضة، إلا أنهم تابعوا لعبتهم القذرة، وشنوا حرباً قذرة على العراق، خلفت ملايين الأرامل، والأيتام، والثكالى، فضلاً عن تدمير البنى التحتية، والمنشآت العراقية، ونهب خيرات العراقيين، وثرواتهم النفطية والغازية.
صحيح أن الزعم بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل كان من أهم التبريرات التي حاولت الإدارة الأمريكية وعلى لسان وزير خارجيتها آنذاك كولن باول ترويجها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلا أنه يبقى اللافت هنا أنه قبل وقوع الحرب، صرح كبير مفتشي الأسلحة في العراق هانز بليكس، أن فريقه لم يعثر على أي أسلحة نووية، أو كيمياوية، أو بيولوجية، كما وأنه وبعد سقوط بغداد، قام الرئيس الأمريكي بإرسال فريق تفتيش برئاسة ديفد كي الذي كتب تقريراً جاء فيه أنه لم يتم العثور لحد الآن على أي أثر لأسلحة دمار شامل عراقية، وأضاف ديفد كي في استجواب له أمام مجلس الشيوخ الأمريكي أنه بتصوري نحن جعلنا الوضع في العراق أخطر مما كان عليه قبل الحرب.
وأيضاً في عام ٢٠٠٤ وفي سابقة هي نادرة الحدوث انتقد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في مقابلة له نشرت في مجلة تايمز إدارة بوش، وقال إنه كان من الأفضل التريث في بدء الحرب، لحين إكمال فريق هانز بليكس لمهامه في العراق، أما الرئيس جورج بوش فقد زعم حينها بأنه حتى لو كان يعرف قبل الحرب ما عرفه لاحقاً، من عدم وجود أسلحة محظورة في العراق، فإن ذلك لم يكن ليثنه عن غزو العراق.
ولكن ليس العراق وحده من دفع ثمن حماقات الأمريكي، وسياساته العدوانية النهبوية، وإنما كان الأمريكي شخصياً هو الآخر قد تجرع من السم ذاته الذي طبخه للشعب العراقي، ليرتد بالتالي كيده إلى نحره، ويقع هو الآخر بالحفرة التي تعمد إيقاع العراقيين بها.
هذا ليس مجرد كلام، وإنما هي حقائق ماثلة للعيان، لطالما تناولها كبار المحللين السياسيين، بل وأيضاً سلطت عليها الصحافة الغربية الأضواء.
صحيفة لوموند الفرنسية على سبيل الذكر لا الحصر أكدت بدورها أن الغزو الأمريكي للعراق، كان من أكثر القرارات تدميراً للولايات المتحدة والشرق الأوسط، وبأنه لا يزال يساهم في تأجيج عدم ثقة الجنوب العالمي تجاه المخططات الغربية.
أما صحيفة الغارديان البريطانية فقد أوضحت أن الظل الطويل للغزو الأمريكي على العراق لا يزال يخيم على النظام الدولي، مما يلطخ سمعة أولئك الذين حرضوا عليه، ويوجه أيضاً ضربة قوية للثقة بالنفس التي شعر بها الغرب في السنوات التي أعقبت سقوط جدار برلين.
وهنا لا نبالغ إذا قلنا إن خسائر أمريكا في المستنقع العراقي كبيرة جداً، فمن جهة واجهت قواتها المحتلة مقاومة شعبية شرسة، كبدتها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، كما أنها خسرت ثقة الشعوب الحرة بشعاراتها التحررية، ومساعيها السلمية، ودعواتها للعدالة والكرامة البشرية التي ثبت للجميع بأنها مجرد شعارات للاستثمار السياسي، والدبلوماسي، لا أكثر، ولا أقل، وبأن لا محل لها من الإعراب الميداني.
توهمت أمريكا أن بمقدورها عبر غزو العراق أن تتسيد العالم، وأن تبرز نفسها على أنها القطب الأوحد، ولكن مخططاتها فشلت، كما سبق لكل مشاريعها أن ختمت بالهزيمة النكراء، وحول هذا الموضوع قال السياسي الديمقراطي الأمريكي جيفري يونغ المرشح لمنصب حاكم ولاية كنتاكي قال إن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة كان ولا يزال تشديد الهيمنة على العالم، مضيفاً أنه منذ عام ١٩٤٣ ركزت السياسة الخارجية الأمريكية بأكملها على شن حروب، وافتعال أزمات، ومنع أي تحالفات، يمكن أن تهدد هيمنة واشنطن، ومجمعاتها العسكرية، والصناعية، والطاقة والدولار.
المؤكد أن كل محاولات أمريكا للهيمنة على العالم فشلت، وأن التاريخ أثبت أن كل سيناريوهاتها، مصيرها التبدد، والانهيار، وبأن لا خبز لها أمام إرادة الشعوب الحرة.

آخر الأخبار
المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة في اليوم العالمي للطفل.. جامعة دمشق داعمة لقضايا الطفولة بمناهجها وبرامجها التعليمية استشهاد 36 وإصابة أكثر من 50 جراء عدوان إسرائيلي على مدينة تدمر بالتزامن مع يوم الطفل العالمي.. جهود لإنجاز الاستراتيجية الوطنية لحقوق الطفل "التجارة الداخلية" بريف دمشق تبدأ أولى اجتماعاتها التشاورية أسطورة القانون رقم 8 لحماية الناس..!! حمى عناصر الرقابة التموينية والتضخم والغلاء.. مرسومان بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرة د... رئاسة مجلس الوزراء: عدم قبول أي بطاقة إعلامية غير صادرة عن وزارة الإعلام أو اتحاد الصحفيين السفير الضحاك: استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين انطلاق الحوار الخاص بتعديل القوانين الناظمة لعمل "التجارة الداخلية" بطرطوس الأملاك البحرية لا تُملك بالتقادم والعمل جار على تعديل قانونها وزير التجارة الداخلية: بهدف ضبطها ومراقبتها .. ترميز للسلع والمنتجات ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43972 منذ بدء العدوان عراقجي: فرض أوروبا إجراءات حظر جديدة ضد إيران خطوة مدانة واستفزازية ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان على جنين ومخيمها لليوم الثاني إلى خمسة في يومهم العالمي.. مطالبات فلسطينية بحماية فورية للأطفال من استهدافهم الممنهج القوات الروسية تحرر بلدة في دونيتسك وتقضي على 50 عسكريا أوكرانيا في سومي زيلينسكي: أوكرانيا ستهزم بحال أوقفت واشنطن دعمها العسكري     "كاونتر بانش": مطالبات بإقرار عضوية فلسطين في الأمم المتحدة