حتى وإن حاول مساعد الرئيس الأميركي، ونائب مستشار الأمن القومي، في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش، المدعو “جيمس جيفري”، تقديم نظام بلاده بأنه حمامة سلام، لا تنشر سوى الأمان، والاستقرار، والازدهار، أينما حلت، وحيثما وطأت، فإنه لن يفلح في ذلك أبداً، كيف لا، والميدان أصدق إنباء من جيفري، ومن هم على شاكلته في أركان الإدارة الأميركية المارقة.
جيفري ادعى عن سابق دراسة وتمعن، بأن لا أجندة لبلاده في سورية، وبأن بقاء قوات بلاده المحتلة على الأراضي السورية، هو فقط لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، وبأن علاقة نظامه مع قسد هي علاقة تكتيكية، وعابرة، ومؤقتة!.
المؤكد أن المسؤول الأميركي قد أصاب في جزء بسيط، مما سبق وأقر به، ولا سيما المتعلق منه بعلاقة إدارة بلاده مع قسد، حيث إن هذه العلاقة فعلياً ستكون مؤقتة، وسرعان ما سترمي أميركا الورقة القسدية في حال انتهاء صلاحيتها، أو نفاد فعاليتها على طاولة الابتزاز الإقليمي، فهي أميركا، وهذا هو ديدنها، ألا وهو التخلي عن العملاء، والجواسيس، بعد استنفاد كل طاقاتهم الإرهابية، والدموية على الأرض، ومافعلته في أفغانستان، سرعان ما ستنتهجه مع عملائها في سورية.
أما فيما يتعلق بالأجندات الأميركية في سورية، فهنا لنا أن نحدث ولا حرج عن قواميس ومجلدت لا تنتهي من هذه الأجندات، وجيفري هنا عندما قال أن لا غايات ومصالح لبلاده في سورية فهو لا يكذب إلا على نفسه، فالنظام الأميركي هو من أوجد داعش بحسب اعترافات هيلاري كلينتون، وهو من ينقلهم بمروحياته من قاعدة غير شرعية إلى أخرى، ومن سجن إلى آخر، لإعادة تدريبهم، وتدويرهم، لاستخدامهم في مهمات إرهابية جديدة ضد بواسل الجيش العربي السوري، والمواطنين السوريين على حد سواء.
وتبقى لغة الأرقام هي بيت القصيد هنا، فإذا ما عرفنا أن سرقة أميركا للنفط السوري كلف الدولة السورية حتى نهاية العام الماضي ٢٥،٩مليار دولار، أما تخريب وسرقة المنشآت السورية فقد كلف الحكومة السورية ٣،٢مليارات دولار، فضلاً عن أن قصف طيران ما يسمى التحالف الدولي للمنشآت النفطية والغازية كبد الدولة السورية خسائر بـ٢،٩ مليار دولار، فإن ذلك كله يثبت بما لا يدع أي مجال للشك بأن أميركا ومنذ زمن بعيد عملت على محاولة تدمير الدولة السورية، ورسمت من أجل ذلك السيناريوهات، وعقدت اللقاءات والمؤتمرات، واستثمرت بالمليارات، ومن ثم تعمدت تفخيخ الأراضي السورية بالإرهاب، وقصفها بالفوسفور الحارق، كما حاصرت السوريين بلقمة عيشهم عبر قيصرها اللا شرعي، بل إن زلزال السادس من شباط كشف كل أكاذيب الشعارات الأميركية، وفند مدى مخالفتها للواقع وللحقيقة.
ليدعي الأميركي بما شاء من ترهات، فادعاءاته لن تنطلي على أحد، فهي أميركا، امبراطورية الإفك والظلام، ومن منا لا يعي من هي أميركا!!.