الثورة – ترجمة رشا غانم:
من المعروف أنّ كوكب الزّهرة مغطى بالكثير من البراكين أكثر من أي كوكب آخر في المجموعة الشّمسية، والآن، تمكّن العلماء من إيجاد دليل غير مثير للجدل بأنّ بعض تلك البراكين لا تزال نشطة، حيث أظهرت صور مركبة ماجلان الفضائية التّابعة لوكالة ناسا فوّهة على سطح الكوكب قد تغيّر شكلها على مدار ثمانية أشهر.
هذا وكشف باحثون من جامعة ألاسكا بأنّ الفوّهة قد اتّسعت من 0.85 ميلاً مربعاً إلى 3.9 ميل مربع، الأمر الذي يُشير إلى أنّ الانفجارات وتدفقات لافا للحمم البركانية لا تزال نشطة، وبينما يُلقي هذا الاكتشاف بشكوكه بأنّ الكوكب الشقيق للأرض يستضيف حياة ميكروبية.
كوكب فينوس هو كوكب أرضي مماثل بحجمه لحجم الأرض، ولكنّ درجة حرارة سطحه تصل إلى 867 فهرنهايت، واليوم يُعتبر كوكب الزهرة عالماً من الحرارة المكثفة والضغط الجوي السّاحق وسُحب حمض التّآكل، ويشكّل 65 في المائة من الكوكب فسيفساء سهول الحمم البركانية.
وعلى الرّغم من أنّه لم يتم تصوير ثوران بركاني على هذا الكوكب بعد، إلاّ أنّ هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنَّ هذه البراكين لا تزال نشطة حتى اليوم، ويشمل ذلك اكتشاف النقاط الساخنة لدرجات حرارة أعلى من المتوسط، والإكليل النشطة التي تشكلت عندما تنفجر المواد الساخنة من داخل الكوكب عبر القشرة، وثاني أكسيد الكبريت وغاز الفوسفين في الغلاف الجوي، والتي يعتقد أنّها أطلقتها البراكين، ولكنّ محاكاة العمليات الجيوديناميكية على الكوكب تعطي تنبؤات مختلفة حول مستوى النشاط البركاني المستمر.
ومن جهته، قال المؤلف الدكتور روبرت هيريك:” كانت تقديرات عدد المرات التي قد تحدث فيها الانفجارات البركانية في كوكب الزهرة تخمينية، بدءاً من عدة ثورات كبيرة سنوياً إلى ثوران بركاني واحد كل عدة أو حتى عشرات السنين، وبالنسبة للدراسة الجديدة أراد الباحثون العثور على علامات أكثر وضوحاً على الانفجارات الحديثة”.
حيث حلّل المؤلفون صور الرادار التي التقطتها المركبة الفضائية ماجلان، التي دارت حول الكوكب من 1989 إلى 1994، للبحث عن علامات ثوران أكثر وضوحاً، فبين عامي 1990 و 1992، التقط المسبار صوراً لموقع على كوكب الزهرة مرتين أو ثلاث مرات، وتمَّ تحديد بعض هذه النقاط لاحقاً على أنها نقاط ساخنة بركانية محتملة، بينما تمَّ التقاط صورتين لفوهة تهوية معينة على بركان الدرع الضخم بفارق ثمانية أشهر، ووضّح د.هيريك، بدوره، بأنّ حجم بركان الدرع يمكن مقارنته بأكبر براكين الأرض ولكن له منحدرات منخفضة، لذا فهو أكثر انتشاراً.
هذا ووجد الباحثون أن الفوهة نمت وتغيرت من تشكيل دائري إلى شكل غير منتظم بين شباط وتشرين الأول1991، ويعتقدون أيضاً أن جدرانها قد تقلصت وأنها كانت ممتلئة تقريباً إلى حافتها بنوع من بحيرة الحمم البركانية في الصورة الثانية.
كما رأوا تدفقات بركانية تنحدر من الفوّهة في الصورة الثانية، لكنهم لم يتمكنوا من تأكيد إن كان هذا موجوداً، ولكن غير مرئي في الصورة الأولى، ولذلك، يرجحون أن هذه التغييرات يمكن أن تكون نتيجة للحمم البركانية المنبعثة من خلال الفوّهة بسبب النشاط البركاني، وأنَّ ثوران البركان في الفوّهة، أو حركة الصهارة تحتها تسبب في انهيار الجدران، سيكون له تأثير مماثل على الأرض، وستحدث كلتا الحالتين بسبب الانفجارات البركانية القريبة وليس الزلازل، ما دفع الباحثين إلى استبعاد واحدة من الأخيرة على كوكب الزهرة.
وختم د. هيريك:” يمكننا الآن أن نقول إن كوكب الزهرة نشط حالياً بركانياً بمعنى أن هناك عدداً قليلاً على الأقل من الانفجارات البركانية سنوياً، ويمكننا أن نتوقع أنَّ مهمات كوكب الزهرة القادمة ستلاحظ تدفقات بركانية جديدة حدثت منذ انتهاء مهمة ماجلان قبل ثلاثة عقود، ويجب أن نرى بعض النشاط يحدث أثناء قيام البعثتين المداريتين القادمتين بجمع الصور”.
المصدر – ديلي ميل