غلب على المشهد الدولي الحدث الأهم الذي تمثل بزيارة تاريخية ولقاء استثنائي واستقبال يليق فقط بالكبار.
زيارة الرئيس بشار الأسد إلى روسيا الاتحادية لا احد من المراقبين والسياسيين أن يدرجها ضمن خانة الزيارة العادية.. بل أجمع الكل على أنها بداية لمرحلة ما بعد الانتصار المزدوج .. انتصار سورية على الإرهاب الدولي وانتصار روسيا على النازية الجديدة.
في الحقيقة سواء كان الإرهاب متعدد الأبعاد ” عسكري _ سياسي _ اعلامي _ اقتصادي ” الذي فرض على سورية منذ أكثر من اثني عشر عاماً .. أو النازية الجديدة هما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة مدعومان و ممولان من الغرف السوداء تحت مظلة الولايات المتحدة الأميركية التي بدأت تعد الأيام لأفولها وانتهاء هيمنتها.
نعم مثل لقاء الرئيس الأسد مع قيصر روسيا إعلان بداية عالم متعدد الأقطاب ..
أما الرئيس أردوغان الأخونجي والذي اعتقد المراقبون أنه لم ينم طوال ثلاثة أيام وهي مدة الزيارة التاريخية للرئيس الأسد إلى موسكو وهو ينتظر الخط الساخن باتصال الرئيس بوتين ليبشره بموعد اللقاء مع الرئيس الأسد، إلا أن الرئيس الأسد الذي يعرف مكر أردوغان لن يمنحه هذه الفرصة الا بعد ضمانات أكيدة يحقق من خلالها المصلحة الوطنية السورية و التي تتمحور في أساسها على الانسحاب الكامل للقوات التركية خارج الحدود السورية والتعهد بعدم دعم التنظيمات الإرهابية وما يليه من انفتاح اقتصادي يعوض سورية عما خسرته من خلال الحرب الإرهابية المفروضة عليها والذي كان النظام التركي رأس الحربة بها.
أما العربدة الإسرائيلية المتكررة على الساحة السورية وضرب المواقع السورية بعد كل تقدم يحققه للجيش السوري على الإرهاب فقد يكون هذا اللقاء بداية لمرحلة جديدة في طريقة تعاطي سورية مع هذا الملف والرد على العربدة الإسرائيلية المعلنة ..
الرسالة ذاتها وصلت إلى النظام الأميركي وأن مرحلة وجود قواتها المحتلة لآبار النفط والغاز وقواعدها غير الشرعية قد بدأت مرحلة العد التنازلي.
سورية التي اتبعت طوال سنوات الحرب الإرهابية المفروضة عليها من النظام الأميركي وحلفائه في المنطقة سياسة النفس الطويل قد وصلت إلى نهايتها ولم يعد بمقدور سورية الصبر على العربدة الثلاثية ” أميركا _ تركيا _ إسرائيل “.. وحان وقت تصفية الانسحاب من الأراضي السورية.
قلناها مراراً: سورية قيادة وشعباً لم تتعود يوماً النظر إلى الوراء وستمضي نحو المستقبل لتسترجع مكانتها التاريخية والحضارية.
سورية باقية .. وأعداؤها سينسحبون من المنطقة حسب ما أكدته التجارب التاريخية سواء القديمة أم الحديثة.
السابق