خرازي بندوة سياسية في مكتبة الأسد: لا يمكن لإيران أو السعودية أن يحذف أي منهما الآخر وسياسات واشنطن في المنطقة فشلت

 

الثورة – متابعة – لميس عودة:

قال الدكتور سيد كمال خرازي مدير مجلس العلاقات الخارجية ووزير الخارجية الإيراني السابق إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر المملكة العربية السعودية بلداً كبيراً في المنطقة ومؤثراً في العالم الإسلامي ولا يمكن لإيران أو السعودية أن يحذف أي منهما الآخر.
وتناول الدكتور خرازي خلال ندوة سياسية في مكتبة الأسد أقامها المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين بالتعاون مع وزارة الثقافة بعنوان “السياسة الخارجية الإيرانية” محاور عدة في ما يتعلق بالعلاقات الإقليمية والاتفاق السعودي الإيراني وانتصارات محور المقاومة والمتغيرات على الساحة الدولية.
وأكد الدكتور خرازي أن التجربة الإيرانية السورية المشتركة تظهر أن أهم مكونات القوة في عالمنا هو المقدرة على المقاومة أمام نظام الهيمنة العالمي والتصدي لسياسات القوى الكبرى المتجبرة والجشعة.
ولفت خرازي إلى فشل المخططات والسياسات الأميركية في المنطقة رغم تسعير العديد من الجبهات وتعدد المؤامرات وتغيير وسائل الاستهداف الإرهابي بين سياسي وعسكري واقتصادي لدول المنطقة التي ترفض التبعية والهيمنة الأميركية ومصادرة قراراتها السيادية، معتبراً أن سبب فشل أمريكا المستمر والمتلاحق هو عدم معرفتها بمنطقة الشرق الأوسط وتراثها الحضاري، والاستهانة بقدرة الشعوب على المقاومة.
وتطرق الدكتور خرازي إلى الحرب الأوكرانية التي تؤججها الولايات المتحدة الأميركية لتهديد الأمن الاستراتيجي الروسي وكمحاولة يائسة لاستنزاف روسيا وإنهاك جيشها وحصار شعبها عبر فرض عقوبات جائرة مضيفاً أن هذه الحرب ستشكل ميزاناً عالمياً جديداً، وترسم جغرافيا جيوسياسية جديدة في السنوات القادمة، تتغير فيها علاقات البلدان الدولية وتموضعاتها واصطفافاتها بشكل مخالف للرغبة الأميركية، ما سيؤدي إلى تصدع الهيمنة القطبية الأحادية.
وأشار الدكتور خرازي إلى أن هناك حقيقة مطلقة وملموسة برهنتها العلاقات بين الدول على مر التاريخ وأثبتتها الأحداث الجارية على اتساع الخريطة الدولية والتغيرات الحاصلة والمتسارعة في النظام العالمي الجديد، وهذه الحقيقة مفادها أن إرادات الدول وشعوبها واستعدادها في التصدي للمشاريع الهدامة ومواجهة الضغوط والتحديات التي تمارسها ضدها دول أخرى, وحدها كفيلة بترسيخ عوامل القوة والصمود لأي دولة في مواجهة أي تدخلات خارجية, مؤكداً أن هذا ما دأبت إيران وسورية على العمل عليه خلال عقود من الزمن، وهي ما تعرف بسياسة المقاومة، الأمر الذي أثار ضدهما العداء اللدود، وزاد منسوب الاستهداف من قبل الكيان الصهيوني وأميركا.
وأكد الدكتور خرازي أن سر قوة دول محور المقاومة هو الصمود والتمسك بالثوابت، ورفض التبعية والهيمنة الأميركية، وهو مفتاح الانتصارات وبوصلتها، والمستقبل هو رهن هذه الحقيقة موضحاً أن سياسة التدخلات الأميركية في منطقتنا وحروبها في العالم أدت إلى إثارة الحروب والنزاعات واضطرابات وتشتيت المجتمعات في الدول من إيران للعراق وأفغانستان وليبيا وسورية، والتي هي نماذج ومقاربات لما خلفته سياسات أميركا التخريبية.
ولفت الدكتور خرازي إلى أن ترسانات ضخمة عسكرية ومليارات الدولارات وماكينات إعلامية سخرت لدعم وتمويل وتدريب الإرهابيين  لتدمير سورية وتفتيتها وتشويه الحقائق، وذلك لتمرير المشروع الأميركي الهدام، لكن رغم كل ما تم تخصيصه لتنفيذ المخططات الغربية الأميركية تمكنت الدولة السورية بصمودها وثبات شعبها وبطولة جيشها ووقوف حلفاء الشعب السوري معهم من إحراز انتصارات، وتحرير القسم الأكبر من الأراضي السورية ونسف المشاريع الاستعمارية ووأد المؤامرات.
وفي ما يتعلق بعودة العلاقات الإيرانية السعودية الإيرانية نوه الدكتور خرازي بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر المملكة العربية السعودية بلداً كبيراً في المنطقة ومؤثراً في العالم الإسلامي ولا يمكن لإيران أو السعودية أن يحذف أي منهما الآخر.
وكان الدكتور خرازي قد أعرب في مستهل حديثه عن مواساته للحكومة السورية والشعب السوري جراء الزلزال المدمر والكارثة الإنسانية التي أصابت عدداً من المدن السورية وأوقعت ضحايا وخلفت جرحى وأدت إلى انهيار مبان سكنية وخدمية، مؤكداً وقوف إيران إلى جانب سورية ودعمها بشتى المجالات لتجاوز آثار الزلزال وعودة الحياة إلى سابق عهدها قبل المأساة الإنسانية, مضيفاً إن كارثة الزلزال فضحت زيف الشعارات الإنسانية التي يتاجر بها الغرب الاستعماري وإنها مجرد مطية للتسييس المغرض والتدخل السافر في شؤون الدول.
بدوره أكد مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين الدكتور عماد مصطفى أن نقطة الالتقاء المشتركة بين سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية هي دعم فلسطين والوقوف إلى جانبها.

وكانت الندوة قد بدأت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش العربي السوري وشهداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجميع شهداء الأمة، وعزف النشيدان السوري والإيراني.
وشهدت الندوة مداخلات من السادة الحضور ركزت على آخر التطورات في  المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني وقضايا المنطقة والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
حضر الندوة عدد من السفراء والنخب السياسية والفعاليات الإعلامية والثقافية والدينية وجمهور من المهتمين.


تصوير- فرحان الفاضل

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟