الثورة -رنا بدري سلوم:
في حضرة اللون والشعر والنغم، ثالوثٌ يجذبنا إلى عالم حضاري ساحر، جمعتهم فعالية ” إشراقة آذار ” وهي من ضمن الفعاليات على حدود الوطن، التي احتفت بالمعلم والأم وانتصارات آذار.
مؤسسة أشرقت التنموية وجهت بالأمس بوصلتها إلى الإنسان المعطاء فكرّمت أماً ومعلمة، أديباً وفناناً وطفلاً مبدعاً، بعد أن عملت في برامجها على احتضان الإنسان وتعزيز قدراته لفئات أكثر هشاشة ولاسيما فئة النساء والأشخاص من ذوي الهمم ومتلازمة الحب لتمكينهم اجتماعياً ونفسياً وتنموياً وثقافياً، وهي اليوم تساند متضرري الزلزال القادمين إلى ريف دمشق.
أقامت المؤسسة بالتعاون مع المحطة الثقافية في صحنايا فعالية بعنوان “إشراقة آذار ” بدأت بمعرض للرسم راح ريعه لمتضرري الزلزال ولمرضى السرطان.
الفنان التشكيلي “رأفت أيوب” المشرف على المعرض بيّن في تصريحه للثورة أن الأعمال المشاركة في المعرض لخمسة من الموهوبين المبدعين الذين رسموا فتألقوا برسم المرأة والطبيعة ولوحات تعبيرية ضمن توجيهاته ورؤيته الفنية، إضافة إلى أشغال يدوية لفتت أنظار الحضور، بعدها بدأ العرض المسرحي لأطفال موهوبين وهم مجد محمد، لونا عربي، محمد أبو عجاج، محمد يوسف فروج، قصي صالح، أطفال بعمر الزهور لم يتجاوزوا الخامسة عشر، وعن المضمون الذي تناولته المشاهد المسرحية تأليف مضر جباعي الذي صرح للثورة أن النص يحمل بقالب فكاهي الظروف المعيشية القاسية وكيف يتأقلم معها الأطفال ببراءة، إضافة إلى مشاهد الهجرة، الأرض، الوطن، الشهداء وكيف يجب أن نعزز قيمة الانتماء لتعلو على كل القيم.
وللشعر مكانة في الفعالية بمشاركة لطيفة من الطفل زياد قرقوط بقصيدة تأليفه بعنوان أبكي عليك يا وطن باللهجة العامية، وقصيدة لمحمود درويش.
أما لحن النايات فكان له حضور آسر بمشاركة شيخ الكار مبتكر النايات العازف جميل صبوح أهدى ست الحبايب أنغام الأغنية بعزف منفرد أسر القلوب، وعرض المقامات اللحنية وأغان تعيدنا إلى الزمن الجميل.
وعن الحناجر التي علت بين جدران المركز الثقافي لأصوات موهوبة شابة غنت فأطربت كبلابل على غصن الفل، وتعلا وتتعمر يا دار وأغاني التراث الأصيل بمشاركة عازفين على العود والطبلة تفاعل معها الحضور الذي ضم المجتمع الأهلي بكل فئاته.
وفي كلمة لها تحدثت رئيسة مؤسسة أشرقت التنموية وفاء أبو حمرة أثناء التكريم عن أهمية تعزيز الثقافة في المجتمعات ومساهمة الفعاليات الاقتصادية والأهلية في برامج ثقافية واجتماعية تستهدف الشباب والنساء والأطفال تجمعهم على هدف هو النهوض بالإنسان فكرياً وثقافياً واجتماعياً.
وفي النهاية كرّم القائمون على فعالية “إشراقة آذار ” الأمهات المتضررات من الزلزال، والمعلمين والأدباء والفنانين والأطفال الفائزين بمسابقة تحدي القراءة في مدارس صحنايا بحضور كادر المجمّع التربوي، وتقديم شهادات التقدير لمساهمتهم في نشر العلم والثقافة والفنون في مجتمع توّاق ومتعطّش إلى ما يعيد له توازنه كإنسان فاعل يحق له أن ينمي الذائقة الفنية والفكرية من خلال تلقيه إشعاعات الإبداع لتشرق روحه مع آذار شهر الربيع والانتصارات.

التالي