أسماء الفريح:
منذ نشوئه كياناً مارقاً على أرض فلسطين واحتلاله الجولان السوري يواصل العدو الإسرائيلي مخططاته ضد أهالينا الصامدين فيه مستهدفا وجودهم فيه، فمن محاولته فرض هويته على أبناء الجولان إلى التضييق على منتجاتهم الزراعية ومنعهم من تسويقها وليس آخرا مخطط إقامة مراوح هوائية “توربينات” بزعم توليد الطاقة الكهربائية والهدف الأساسي هو الاستيلاء على الأرض من أصحابها الحقيقيين والإضرار بهم وتهجيرهم منها.
الحفاظ على الأرض والتشبث بكل ذرة من ذرات ترابها جيلاً بعد جيل تعد من عوامل صمود وانتماء أهالينا في الجولان المحتل ولهذا يعمد الاحتلال الإسرائيلي إلى فرض مخططه الخطير المتمثل بإقامة التوربينات الهوائية للاستيلاء على أراضي الأهالي الزراعية ومنعهم من مصادر رزقهم إلى جانب المخاطر الكبيرة الصحية والبيئية التي يمثلها هذا المخطط على أبناء الجولان أنفسهم.
الإعلان عن هذا المخطط يعود لعقد من الزمن على الأقل حيث أعلنت سلطات الاحتلال عام 2013 عن مخطط لإقامة 25 مروحة بحجة توليد الطاقة البديلة وذلك على نحو 3674 دونما من أراضي المزارعين شمال الجولان المحتل لكن أبناء الجولان الصامدين رفضوه ومنعوا الاحتلال من المضي قدما فيه إلى أن أقرت حكومة الاحتلال في كانون الثاني عام 2019ذات المخطط رغم رفض ومناهضة أهالي الجولان له بكل الطرق.
مخطط الاحتلال الهادف إلى سرقة الأرض وإقامة التوربينات الهوائية بغرض تكريس احتلاله وتهجير أهالي الجولان المحتل يهدف إلى الاستيلاء على أكثر من 6 آلاف دونم من أراضي الجولان الزراعية عبر إقامة 46 توربيناً على ثلاث مراحل نفذت منها المرحلتان الأولى والثانية على مساحة تقدر بأكثر من 2000 دونم من أراضي القرى المهجرة “عيون الحجل والمنصورة والثلجيات” ومنطقة تل الفرس وذلك في انتهاك للاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الشعوب الواقعة تحت الاحتلال ولقرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها القرار 497 لعام 1981، والتي تؤكد أن جميع إجراءات الاحتلال في الجولان السوري المحتل ملغاة وباطلة.
رفض أهلنا للمخطط وتنظيمهم وقفات احتجاجية وإضرابات تأكيداً على نضالهم المستمر ضد المحتل وسياساته مهما كلف الثمن ومهما بلغت التضحيات أجبر الاحتلال على وقف تنفيذ المرحلة الثالثة منه التي تستهدف نحو 4 آلاف دونم من أراضيهم الزراعية في قرى مجدل شمس ومسعدة وعين قنية وبقعاثا.
ولا يزال أبناء الجولان يؤكدون رفضهم لهذا المخطط التهويدي عبر تنظيم المظاهرات وإقامة خيمات الاعتصام ومسيرات السيارات وغيرها من الاحتجاجات ويشددون على أن أرضهم جزء لايتجزأ من وطنهم سورية وأنهم لن يفرطوا بها وسيدافعون عنها ولن يسمحوا للمحتل بإقامة مخططاته الاستعمارية عليها.
السابق