فؤاد الوادي:
الجولان سيعود إلى حضن الوطن عاجلا أم آجلا..هذه حقيقة يتوجب على “إسرائيل” ومن خلفها الولايات المتحدة وكل دول الغرب الاستعماري التي تدعمها و تحميها فهمها وإدراكها جيدا، ولهم جميعا في حقائق التاريخ والجغرافيا خير دليل وإثبات على صحة ما نقوله.
“إسرائيل” كيان احتلالي مصطنع جمع شتات الإرهابيين من مختلف أنحاء العالم كي يكون أداة أميركية لقتل وإرهاب وتدمير كل من يقف بوجه مشاريعها الاستعمارية التي تهدف إلى تقسيم وتجزئة الدول واحتلال الشعوب ونهب خيراتها وثرواتها حتى تبقى مهيمنة ومتسيدة إلى ما لا نهاية، لذلك ومن أجل استمرار هذا الواقع المقيت، لا تزال أميركا ومعها الغرب الاستعماري يغدقون عليها السلاح والدعم بمختلف أشكاله وأنواعه حتى أصبحت أكبر قاعدة عسكرية لهم في المنطقة.
لكن ترسانة “إسرائيل” ومن خلفها ترسانة أميركا والغرب لم تخف السوريين ولن تقف في وجه إرادتهم لتحرير أرضهم، فهم الذين خاضوا حربا مشرفة لاسترجاعها بعد أن أذلوا هيبة (الجيش الذي لا يقهر)، وهم الذين لا يزالون يجهدون وبكل الوسائل والسبل لطرد الكيان الصهيوني من جولانهم الحبيب والذي يأبى أبناؤه وترابه إلا أن يكونوا سوريين برغم ممارسات وسياسات الاحتلال الوحشية والقمعية.
إن ذاكرة الاحتلال الصهيوني ما تزال تفيض بصور نضالات أبناء شعبنا في الجولان السوري المحتل ضد ممارساته الاحتلالية التي كانت تسعى لضم الجولان وجعل هذا الأمر واقعا بين أبنائه، تلك النضالات التي كانت تؤكد في كل مرة وحدة الجسد السوري واستحالة فصل أو اقتطاع أي جزء منه مهما طال الزمن ومهما استشرس كيان الاحتلال في جرائمه ووحشيته، وهذا ما أثبته الجولانيون الأبطال طيلة عقود الاحتلال الطويلة برغم الإجراءات والسياسات الإسرائيليّة الوحشية ضدهم، بدءا من التمييز والتعذيب وليس انتهاء بالاعتقال والأسر.
غير أن السؤال الذي لطالما تردد في أذهان شرفاء هذا العالم، والذي باتت إجابته معروفة وواضحة للجميع، أين المجتمع الدولي المطالب بتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالجولان العربي السوري؟، بل أين منظماته الإنسانية التي تتشدق ليل نهار بخوفها وحرصها على إعادة الحقوق وحماية الحريات والديمقراطيات؟، أين هي من احتلال “إسرائيل” للجولان السوري؟، وأين هي من ممارساته وسياساته الاحتلالية المتواصلة بحق أهلنا هناك منذ عقود طويلة، أم إن الأمر لا يعدو كونه مجرد خداع بصري ونفسي وبروباغندا إعلامية للتغطية على الانتهاكات الإسرائيليّة المتواصلة بحق الجولانيين، وأبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وهذا ما يجعلنا نؤكد مجددا حقيقة أدوار ووظائف وأهداف تلك المنظمات والمؤسسات الدولية التي لم تكن يوما إلا صنيعة أميركية تأتمر بأوامر واشنطن والغرب الاستعماري، والتي أصبحت نتيجة صمتها وعدم تنفيذها قرارات الشرعية الدولية شريكة للاحتلال في جرائمه وإرهابه واحتلاله للجولان العربي السوري الذي سيعود بإرادة السوريين التي لا تقهر أبدا.