ليس كافياً أن يعلن مسؤول هنا أو وزير هناك أنه غير راض عن أداء بعض المؤسسات وخاصة إذا كان بيده خيوط الحل والربط..
فمن موقعه الوظيفي .. وكما أشار إلى عدم الرضا عليه أن يقوم بإجراءات إدارية والإعلان عن خطة معلنة لتطوير الأداء وتلافي الثغرات الذي أعلن عنها، وإلا فستبقى هذه التصريحات بلا نتائج.
المشكلة الأساسية التي تعترض عمل المؤسسات بشكل عام هي تحديد الأولويات والعمل عليها وتأجيل المشاريع “التجميلية” إلى وقت الراحة..
في طرطوس مثلاً يتفق الجميع على أن مشكلة تلوث المياه الجوفية تتصدر المنغصات سواء المواطن أم المسؤول نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى عدم موثوقية شبكة الصرف الصحي البيتونية النفوذة.. وتعود أيضاً إلى وجود تجمعات كثيرة حتى الآن ليست مخدمة بشبكات الصرف الصحي واعتماد سكان هذه المناطق على الجور الفنية…
مشكلة عمرها عشرات السنين وخطورتها على البيئة والإنسان في تزايد مطرد .. ورغم ذلك التعامل معها اتسم بالبرودة وانعدام الجدية..
القضية لا تحتاج سوى لقرار .. ومسؤولين قادرين على اتخاذه..
أما المشكلة الثانية والتي سمع صراخها حتى من به صمم فهي وجوب توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي ودعم الفلاح الذي أصبح قاب قوسين من هجرة أرضه والاقلاع عن الزراعة…!!
تجميل المدينة شيء مهم.. ولكن الأهم أيضاً نظافتها والعمل على تأمين مقومات وأسس تساعد الجهات العامة ومجالس المدن على القيام بدورها تجاه هذا التحدي الذي تعاني منه محافظة طرطوس..
أما قضية التلوث فيبدو أنها من منسيات الجهات التنفيذية وخاصة غبار معمل الإسمنت التي حولت حياة آلاف الأسر في القرى المجاورة إلى جحيم حقيقي.. ناهيك عن مكبات القمامة والأضرار الجسدية والنفسية التي تخلفها جراء الروائح الكريهة وخاصة في ظل انعدام مقومات التعامل معها والاكتفاء بالطمر أو الحرق..
وهي حلول عرجاء ووسيلة للهروب إلى الأمام ..