“يوم الأرض” في ندوة سياسية على طاولة “الثورة”.. المشاركون: التمسك بالأرض قيمة راسخة في وجدان الفلسطينيين
الثورة- حوار ناصر منذر وعبد الحميد غانم وعبد الحليم سعود
يعد يوم الأرض منعطفاً هاماً في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، وعلامة فارقة في التحول النوعي لكفاح فلسطينيي الداخل عرب 1948، إذ أشعل فتيل مقاومتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 1976.
وبعد مضي 47 عاماً على النضال، وبمناسبة يوم الأرض التي تصادف اليوم 30 آذار من كل عام، نسلط الضوء على أهمية ورمزية هذه المناسبة التي تختزل تشبث الشعب الفلسطيني بأرضه، وبحقوقه المشروعة في استعادة أرضه التاريخية، وهو ما تكفله القوانين والشرعية الدولية، وكذلك حول الوضع في الساحة الفلسطينية، وما المعوقات التي لازالت تعترض وحدة الصف الفلسطيني، وما السبل لتعزيز المقاومة ومسيرة الكفاح الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وأدواته العدوانية؟، وأيضا كيف يبدو المشهد الصهيوني في ظل الانقسامات والخلافات التي تعصف بواقع كيان العدو؟. هذه الأسئلة وغيرها كانت على طاولة الثورة في حوار ومناقشات مع الضيوف المشاركين في الندوة، رئيس الدائرة السياسية والدائرة الإعلامية في منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة كمال الحصان، ورئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية الدكتور محمد البحيصي، ورئيس تحرير مجلة الأرض نبراس بلول.
الحصان: منعطف تاريخي في النضال الفلسطيني
حول أهمية يوم الأرض في النضال الفلسطيني، أكد كمال الحصان أن يوم الأرض يعتبر حدثاً محورياً في الصراع العربي الصهيوني، والذي يحمل رمزية فلسطينية خاصة في معركة هذا الصراع، باعتباره صراع وجود لا صراع حدود، أي صراع بين أصحاب الأرض التاريخيين العرب وبين مجموعات مرتبطة بشركة متعددة الجنسيات والعرق والجغرافيا تشكل شعباً وهمياً مصطنعاً لفقته التزييفات الدينية تارة والمصالح الامبريالية الغربية تارة أخرى.
وأشار الحصان إلى أن يوم الأرض مناسبة يحييها الفلسطينيون في الثلاثين من آذار كل عام، إحياء للإضرابات والمسيرات والاحتجاجات الفلسطينية في أعقاب قيام سلطات الاحتلال الغاصبة للأرض الفلسطينية منذ النكبة عام 1948 بمصادرة واحتلال آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية الخاصة بمالكيها الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين، واندلعت المواجهات مع العصابات الصهيونية، مما أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين واعتقال المئات منهم.
ونوه الحصان بأن يوم الأرض أحدث تغييراً جذرياً وهاماً في تعديل النظرة إلى عرب 1948 فلسطينيي الداخل، الرازحين تحت الاحتلال الصهيوني، وسلط الضوء على نضالهم المشهود ووحدتهم الوطنية في مقاومة الاحتلال، وقال: إن هذه المرة الأولى التي ينظم فيها العرب الفلسطينيون الواقعون تحت الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948 هبة شعبية عارمة واحتجاجات منظمة رفضاً للسياسات والاعتداءات الصهيونية، وذلك بصفة جماعية قوية، تأكيداً لكونهم هم أصحاب وشعب الأرض الفلسطينية العربية رغم القهر والاحتلال والتزوير التاريخي الصهيوني.
البحيصي: فلسطين قضية عربية
ومن جهته، قال الدكتور البحيصي: إن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي قضية عربية بامتياز لأن المشروع الصهيوني يتجاوز حدود فلسطين بدليل أنه ينظر للجولان كجزء من الكيان، وكذلك الأمر بالنسبة للأردن ولبنان ومصر والعراق وحتى اليمن، ففلسطين كانت كلمة البدء في هذا المشروع، وهو لن يتوقف عند حدودها إذا تمكن من ذلك، وهذا ما يفسر احتلال الجولان وسيناء عام 67 وغزو لبنان عام 82، حيث فكر الصهاينة بالوصول إلى نهر الليطاني في جنوب لبنان، لافتا إلى أن “إسرائيل” هي مرآة لما يحدث في أميركا، ففريق المحافظين الجدد الذي يشكلون حاضنة كبرى لإسرائيل يؤمنون بضرورة بناء ما يسمى الهيكل، وأن الحكومة المتطرفة الحالية تعبر أصدق تعبير عن هذا المشروع العدواني الاستيطاني التوسعي.
بلول: التمسك بالأرض والوطن قيمة راسخة في وجدان الفلسطينيين
من جهته، اعتبر نبراس بلول رئيس تحرير مجلة الأرض أن يوم الأرض من أهم المناسبات الفلسطينية، التي نبهت إلى أهمية فلسطينيي الداخل أو عرب 48 في الصراع مع كيان الاحتلال، مشيرا إلى أهمية دورهم السياسي الذي لم يستثمر بشكل أفضل في خدمة القضية الفلسطينية.
وقال بلول: إن يوم الأرض أطلق شرارة التواصل بين فلسطينيي الداخل وأبناء الأمة العربية فلسطينيي الشتات، وأظهر أن عرب 48 رغم انقطاعهم عن أشقائهم إلا أن وطنهم وحقوقه لازالت حية في ضمائرهم ووجدانهم.
ونوه بلول بالدور القومي لسورية في تعزيز التواصل مع الأشقاء في الداخل وتشجيعهم للتواصل مع قضايا أمتهم ووطنهم فلسطين، وقد فتحت لهم أبوابها للتعبير عن ارتباطهم بقضيتهم.
ووجه بلول التحية بهذه المناسبة إلى روح الشهيدة خديجة أول من سقط من عرب 48 شهيداً في المواجهات مع قوات الاحتلال بعد مصادرة واحتلال آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية عام 1976، والتي خلدها محمود درويش بقصيدة جاء فيها:
خديجةُ ! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل
تعبير عن عروبة فلسطينيي 1948 وتمسكهم بهويتهم..
ومن هنا شكل يوم الأرض منعطفاً تاريخياً هاماً وعلامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، حيث أوضح رئيس دائرتي السياسة والإعلام في منظمة الصاعقة أن يوم الأرض من أبرز الأيام النضالية التي خاضها فلسطينيو 1948 وأكد على انتمائهم العروبي وتمسكهم بهويتهم الفلسطينية وعلاقتهم القومية الأخوية بأشقائهم العرب في الوطن العربي وفلسطينيي الشتات وبرفضهم للاحتلال وعليه فتحت أمامهم الأبواب العربية، وأكد أن مراهنة كيان الاحتلال على ذوبان عرب 1948 داخل الكيان سقطت وفشلت كل إجراءاته لعزلهم عن أشقائهم العرب خارج فلسطين وانتمائهم لأمتهم.
وجود الشعب الفلسطيني على أرضه منذ آلاف السنين حقيقة راسخة..
وحول ارتباط هذه المناسبة بقضية الأرض باعتبارها قضية أساسية للشعب العربي والفلسطيني في الصراع مع العدو الصهيوني، نوه الحصان بأن وجود الشعب الفلسطيني على أرضه منذ آلاف السنين حقيقة راسخة لم ولن يستطيع كيان الاحتلال محوها في الوجدان والضمير العربي الحي، حقيقة يرسخها التاريخ والجغرافيا والواقع، وقال: إن هذه الحقيقة جعلت من الوجود والحضور العربي الفلسطيني على أرضه منذ آلاف السنين قوة راسخة ولم تستطع قوى التآمر وسياسات القتل والعدوان والاحتلال والتشريد ضد الفلسطينيين أن تعزل الشعب الفلسطيني عن وطنه وأرضه وعن أمته العربية، بل على العكس شكلت وتشكل العامل الأقوى في الانتصار على الصهيونية وحلفائها مهما اشتد بطشهم وتآمرهم.
وعبر الحصان عن الأمل بصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال وأنها تعد الباعث الأساس لزوال كيان الاحتلال، مشيراً إلى أنه وبعد 75 عاماً على الاحتلال واغتصاب الأرض الفلسطينية، لازال الكيان يعاني الانقسام والخوف والقلق من صورة الزوال المحتوم في نفوس المستوطنين إلى جانب العصبية والنازية والتوحش والنزاع الداخلي التي تضرب أركان الكيان من الداخل وتهدد بزواله.
التسويات أضرت بالقضية الفلسطينية..
لكن كيف يبدو الوضع في الساحة الفلسطينية وما المعوقات التي تعطل توحيد الصف الفلسطيني؟.
رداً على هذا السؤال، أكد الدكتور محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الإيرانية الفلسطينية مخاطر مشاريع التسوية للصراع العربي الصهيوني على قضية الأرض التي تشكل لب وجوهر الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأوضح أن التسويات التي جرت عموماً من كامب ديفيد إلى أوسلو جاءت نتيجة تشخيص خاطئ للصراع مع العدو الصهيوني، إما لجهل بطبيعة هذا العدو أو نتيجة الضغوط، فالبعض يعتقد أن أطماع هذا العدو تنحصر فقط في حدود فلسطين، وهذا الذي دفع إلى الخطأ في تشخيص طبيعة الكيان ونشأته، فهذا البعض راهن على التسوية واعتقد أنه بالإمكان فصل التوءم السيامي الأميركي الإسرائيلي، ظنا منه أن التسوية هي المتاحة حالياً وبالإمكان توجيه رسائل إيجابية للعالم مفادها أننا بريئون من تهمة الإرهاب التي ألصقت بالمقاومة الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني وداعميه، حيث استطاع هذا الكيان أن يعمم روايته المضللة على المجتمع الدولي بالحاملين الأميركي والغربي.
وأضاف البحيصي أن الكثير من الضغوط الإقليمية والدولية مورست على الثورة الفلسطينية في مرحلة الحديث عن التسوية مع الكيان الصهيوني، وخلال ذلك طرحت مشاريع مختلفة كانت تعتبر بمثابة رؤية لحل الصراع منها مشروع الدولتين “فلسطينية وإسرائيلية” ومشروع الدولة الواحدة لكل مواطنيها، وكذلك مشروع الكونفدرالية الثلاثية “الأردن وفلسطين وإسرائيل” واجتهد الناس في هذا الأمر وخاصة أهل السياسة الذين “وضعوا رجلاً هنا ورجلا هناك” أي مع المقاومة ومع البحث عن حل، حتى وصل الفلسطينيون في العام 1973 إلى ما يسمى بالبرنامج المرحلي الذي كان المسمار الأول الذي دقّ في نعش الميثاق الوطني الفلسطيني الذي كان يتحدث عن تحرير كامل الأرض الفلسطينية من النهر إلى البحر، ليقدم البرنامج المرحلي رؤية قائمة على القبول بدولة فلسطينية ولو على شبر واحد من فلسطين كحل مرحلي.
رهانات خاطئة..
يضيف البحيصي أن أصحاب هذا البرنامج المرحلي توقعوا أنه بإمكانهم تسويق برنامجهم في الغرب أولا ولدى الشارع الإسرائيلي لاحقا، وذلك نتيجة وجود رهانات خاطئة على ما يسمى قوى السلام الإسرائيلية داخل أوساط الكيان، واعتبروا أن هناك قوى تقدمية يسارية في “إسرائيل” يمكن الرهان عليها في إنصاف الفلسطينيين وإعطائهم حقوقهم المغتصبة، وقد تبنى اليسار الفلسطيني في الثورة الفلسطينية هذا الطرح على طريقة العقيدة هي الوطن وأن الاشتراكية هي التي تجمعنا، وأن الاشتراكي لدى الكيان الإسرائيلي هو أقرب إليّ من الفلسطيني الآخر المختلف معي في رؤية أممية غير قابلة للتطبيق، وقد تم تبني هذا الطرح بشدة وعقدت ندوات ومؤتمرات ولقاءات وكتبت رسائل ومؤلفات وأصبح هناك منظرون لها، ولكن المفاجئ أن “إسرائيل” لم تطرح فكرة واحدة للحل بل إنها لم تعترف مطلقاً بوجود الشعب الفلسطيني حتى تعترف بحقوقه، ولم تعترف بكل هذه الأفكار، ولم تكن في وارد البحث عن أي حلول تنهي معاناة الشعب الفلسطيني على أرضه التي يعتبرها الكيان ملكا خاصاً له.
كامب ديفيد الطامة الكبرى..
واعتبر الدكتور البحيصي أن كامب ديفيد كانت الطامة الكبرى في موضوع التسويات، وقال إن اتفاقية كامب ديفيد كسرت خط المحرمات، حيث كانت لاءات الخرطوم الثلاث ” لا صلح لا اعتراف لا تفاوض” وإنكار وجود “إسرائيل” تماما هو المسيطر وبإجماع عربي رسمي بعد نكسة حزيران عام 67، ولكن للأسف بات الاعتراف “بإسرائيل” مجرد وجهة نظر بعد الاتفاقية المشؤومة.
المطلوب تعزيز الوحدة الفلسطينية..
بينما أشار الحصان إلى أنه على الرغم من الجهود التي بذلت للم الشمل ووحدة الصف الفلسطيني بعد حوارات الجزائر وقبلها في القاهرة، إلا أنه لم يتم التوصل بين المنظمات الفلسطينية إلى هدف تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بإجماع كافة الفصائل والتوقيع عليه، وقال: إن إعلان الجزائر اتصف بالعمومية والبعد عن التفاصيل أسوة باللقاءات الفصائلية السابقة التي انعقدت للغرض نفسه، وكنا نتمنى أن يلتزم به الجميع كحد أدنى لتعزيز الوحدة الوطنية، باعتباره أرضية مقبولة لحل توافقي سياسي.
وأشار الحصان إلى وجود خلافات عقائدية وسياسية تعطل وصول الفصائل والمنظمات الفلسطينية إلى اتفاق يعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتجاوز الانقسامات وتعزيز التحالفات والجبهة الداخلية الفلسطينية لتأكيد هوية المقاومة ووحدة النضال وتوحيد الصف في مواجهة المشروع الصهيوني.
عدم التشخيص الدقيق للمشروع الصهيوني..
وحول ضعف النظرة الفلسطينية في مع التعامل المشروع الصهيوني، أوضح الدكتور البحيصي أن عدم التشخيص الدقيق للمشروع الصهيوني أدخل الفلسطينيين في حجر الضب، مشيرا إلى أنه بعد حوالي 30 سنة من التسوية، ارتفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية من عشرات الآلاف إلى قرابة مليون مستوطن، لأن “إسرائيل” في جوهرها قائمة على الاستيطان، فهي ليست (دولة مقيمة بل دولة عابرة ) وهي تستمر بالاستيطان، والصهاينة اتخذوا هذا المسار منذ أواخر الحكم العثماني للمنطقة حيث تسللوا إلى المنطقة وبنوا مستوطناتهم الصغيرة والكبيرة حول المدن وكانت مدروسة على نحو عسكري بانتظار لحظة إعلان قيام الكيان، حيث باشر المهاجرون الصهاينة بمحاصرة المدن الفلسطينية بالسواحل والوسط مثل أسدود وعسقلان وحيفا ويافا بالمستوطنات، وعندما أعلن عن إقامة الكيان هاجموا المدن وأسقطوها، وبعد سقوط المدن الكبيرة صار بإمكانهم إخلاء الريف من سكانه.
أما اليوم فقد انقلبت الصورة وبات المطلوب هو الاستيلاء على التلال في الضفة الغربية لإسقاطها بالكامل، لأن الضفة الغربية هي قلب المشروع الصهيوني، وهي التي تعتبر حسب الروايات الصهيونية وكتاب العهد القديم “التناخ” يهودا والسامرة العاصمتين التاريخيتين لما يسمى بـ “دولة إسرائيل”.
الالتزام بالثوابت الوطنية..
من جانبه شدد الحصان على ضرورة الالتزام بالثوابت الوطنية التي قامت عليها فصائل الثورة الفلسطينية المقاومة في دمشق آواخر 1964، تلك الثوابت التي تعتمد على الموقف الاستراتيجي والمبدئي والثابت على ما جاء في الميثاق الوطني الفلسطيني، والذي ينص وفق ما أكده رئيس الدائرة السياسية لمنظمة الصاعقة، على اعتماد المقاومة طريقاً للتحرير والعودة واعتبار منظمة التحرير الفلسطينية حركة تحرر وطني هدفها تحرير كل فلسطين.
الانقسامات تخيم على كيان الاحتلال..
لكن كيف يبدو المشهد في الشارع الإسرائيلي لاسيما بعد ما يشهده هذا الشارع من إضرابات تعكس حالة الانقسامات والخلافات السياسية في كيفية القضاء على الفلسطينيين وطمس القضية المركزية؟
هنا أوضح البحيصي أن كل الأحزاب الإسرائيلية موحدة رغم اختلافها الشكلي فكلها تؤمن بمبادئ الصهيونية، حيث لا يمكن تشكيل أي حزب في كيان “إسرائيل” إن لم يكن مؤمناً بالصهيونية وباغتصاب فلسطين من البحر إلى النهر، حتى هرتزل “العلماني الملحد” خطط بالتفاصيل لما يسمى (دولة إسرائيل اليهودية)، وهذا يعني أن لا مكان للمسلمين والمسيحيين فيها، دولة يهودية صرفة، وقد أقرّ الكنيست الصهيوني قبل سنوات مشروع قانون يهودية الدولة أي أن فلسطين كلها هي لليهود فقط.
من جهته، اعتبر رئيس تحرير مجلة الأرض أن كيان الاحتلال مليء بالانقسامات والصراعات السياسية ومحاولة بعض القوى الهيمنة على القرار الإسرائيلي والتفرد به، مشيراً إلى أن الصراع مع الكيان هو صراع وجود وليس حدود، وأن خطورة المشروعات الإسرائيلية تكمن في أنها تطرح رؤى بعيدة وإستراتيجية ولا تتعامل مع الواقع الراهن فقط بل تسعى للتعامل المستقبلي.
وقال بلول: إن الصهيونية تتعامل على أن فلسطين أرضها وأن العرب هم المعتدون، وقامت بتحريف الروايات التاريخية الثقافية والجغرافية وتشويه الحقائق لتضليل العالم عما يجري داخل فلسطين بتصوير المستوطنين الإسرائيليين هم الضحية بهدف استعطاف الرأي العام العالمي إلى جانبهم.
ونوه بلول بأن الكيان الإسرائيلي اعتمد على استصدار قوانين لترسيخ احتلاله وتهويد فلسطين من أجل اقتلاع أهلها أصحاب الأرض الحقيقيين منها، ومنع عودتهم وتعطيل أية مطالبات دولية في مجلس الأمن والأمم المتحدة للكيان بالانسحاب، وقال: من هنا يأتي الاهتمام بيوم الأرض للتأكيد على الحقوق العربية في فلسطين والجولان وكل الأراضي العربية التي يحتلها الكيان الغاصب ومواجهة كل المشروعات الإسرائيلية والغربية التي تريد إلغاء القضية الفلسطينية وطمسها من الاهتمام الدولي لاسيما ما سميت بـ” صفقة القرن”.
وأشار بلول إلى أن ما يتعرض له حي الشيخ جراح وحي سلوان اللذين يقطنهما فلسطينيي الداخل من ممارسات تعد أقسى الممارسات الإسرائيلية، وهما مهددان بالإزالة وطرد العرب الفلسطينيين منهما، وهذا يعد جرائم حرب، وقال: في القدس اليوم صراع هوية معلن تقوم به الصهيونية دون أي اعتبار لحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية.
مواقف مهزوزة..
أما الحصان فقد أشار إلى مواقف الكيان السياسية المرتبكة والمهزوزة والمتهربة من أية مبادرة سلام وعدم اعترافه بالشعب الفلسطيني صاحب الأرض وافتعاله للأزمات الداخلية والخارجية لزعزعة الاستقرار والأمن في فلسطين والمنطقة للتهرب من تحقيق السلام العادل والشامل والاعتراف بالحقوق الفلسطينية لاسيما حق العودة وحق تقرير الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، مشيراً إلى دور الدعم الغربي الأميركي في قيام الكيان الإسرائيلي واستمراره إلى الآن.
تصوير- فرحان الفاضل