الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
مخطىء من يظن أن الحرب الآن صاروخ ومدفع وطائرة أي حروب بأدوات تقليدية ..
هذا زمن مضى ولم ينته، ولكنه ليس الكل الآن..
إنها الحروب التي تستبيح القيم والثقافات والمجتمعات وتخلخل كل شيء ليكون الانهيار ذاتياً ولا يحتاج معه العدو المزيد من أدوات الفتك ..
في قائمة الأدوات التي تتجدد كل ساعة تبرز الثقافات، الساحات، الأساس، فحين تشكك شعباً ما بثقافته وقيمه وتحاول إحلال ثقافة أخرى مغايرة لا جذور لها حينها أنت تؤسس لمجتمع هش جذوره رخوة أشبه بالطحالب التي يجرفها أي تيار مهما كان ضعيفاً ..
إلى هذا يشير صاحب كتاب الاتحاد السوفييتي من النشوء إلى الانهيار إذ يرى ( أن إسقاط أي قوة مهما كانت كبيرة يبدأ بإسقاط الشعب، وذلك عن طريق خلق أقوام أخرى بديلة، مصطنعة (لاحظوا الحالة السورية، وما جرى من محاولات لفعل ذلك، واستقدام آلاف المرتزقة والكارثة الكبرى فيما تركه هؤلاء من لقطاء..).
اليوم العالم الحضاري المتجذر بقيمه الروحية والفكرية والإنسانية يتعرض إلى هذا الاقتلاع والإسقاط والأدوات خبيثة متلونة وذكية لا تكل ولا تمل أبداً تبقى وراء غاياتها وأهدافها وثمة ضعاف نفوس عن قصد أو دونه يسيرون في ركاب العدوان ..
لابد من تحصين الوعي وهذه مسؤولية جماعية لا مؤسسات ولا أفراد خارج المسؤولية..
وفي مقدمة الأولويات إعادة ألق الثقافة والتنوير والخروج من وهم الشابكة التي تكاد تعصف بنا.
العدد 1139 – 4-4-2023