الثورة:
نقص وهبوط سكر الدم أحد المشاكل التي يعاني منها بعض الأشخاص، وخصوصاً مرضى السكري خلال شهر رمضان، نتيجة الامتناع عن تناول الطعام والشراب لساعات طويلة، حيث يتوقف البنكرياس عن إفراز هرمون الإنسولين، وينتج بدلاً منه هرمون الجليكوجين، المسؤول عن تفكيك الجلوكوز المخزَّن في الكبد والعضلات، للحفاظ على مستويات السكر في الدم.
قد يكون للصيام بعض الفوائد الصحية العامة. ومنها تقليل الالتهاب والمساعدة في إنقاص الوزن وخفض نسبة الكوليسترول السييء في الدم، وتحسين الطريقة التي يدير بها جسمك الجلوكوز.
وفي إحدى الدراسات، كان الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 1 والذين تمسكوا بخطة الصيام قادرين على خفض جرعة الأنسولين التي يتناولونها.
وقد تستفيد بعض أعضاء الجسم، التي تلعب دوراً في مرض السكري، من الصيام أيضاً، حيث يخزن جسمك الجلوكوز الإضافي في شكل يسمى الجليكوجين في الكبد. فيستغرق الجسم حوالي 12 ساعة لاستخدام هذا الجليكوجين إذا كنت لا تأكلين، ويبدأ في حرق الدهون بدلاً من الجليكوجين للحصول على الطاقة. وهذا الأمر يساعد في إنقاص الوزن. كما أنه يعطي استراحة للكبد والبنكرياس (الذي يصنّع الأنسولين، الهرمون الذي يتحكم في نسبة السكر في الدم).
إذا كنت مصاب بمرض السكري فإنَّ مستويات السكر في الدم يمكن أن تنخفض بشكل كبير (وهذا ما يسمى نقص السكر في الدم ).،يمكن أن يسبب لك نقص السكر في الدم الشعور بالارتعاش أو الإغماء أو حتى الدخول في غيبوبة .
عندما “تكسرين” صيامك عن طريق تناول الطعام، فقد تكونين أيضاً أكثر عرضة لتطوير مستويات السكر في الدم عالية جداً، يسمي الأطباء هذه الحالة بارتفاع السكر في الدم، ويحدث هذا فقط إذا كنتِ تأكلين الكثير من الكربوهيدرات.
تعود أسباب هبوط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري أثناء الصيام إلى:
استهلاك السكر (الجلوكوز) في جسمك بسرعة كبيرة؛
إنتاج الجسم للجلوكوز يكون منخفضاً جداً أو يتم إطلاقه في مجرى الدم ببطء شديد؛
وجود الكثير من الأنسولين في مجرى الدم؛
ممارسة التمارين الرياضية التي يمكن أن تؤدي أيضاً إلى انخفاض نسبة السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يتناولون الأنسولين لعلاج مرض السكري.
أما لدى الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري، قد يكون سبب انخفاض السكر في الدم، الآتي:
الورم الأنسوليني، وهو ورم نادر في البنكرياس ينتج الكثير من الأنسولين؛
نقص هرمون مثل الكورتيزول أو هرمون النمو أو هرمون الغدة الدرقية؛
قصور حاد في القلب أو الكلى أو الكبد؛
العدوى التي تصيب الجسم كله ( تعفن الدم).
ربما تودين الاطلاع على مرضى السكري في شهر رمضان.. ملف شامل من طبيب لتجنّب المضاعفات
علاج انخفاض نسبة السكر في الدم
عند انخفاض نسبة السكر في الدم، يجب عليك: تناول أو شرب 15 جراماً من الكربوهيدرات سريعة المفعول، مثل:- 1/2 كوب عصير فواكه؛- 1 كوب حليب خالي الدسم؛
– 1/2 كوب مشروب غازي (غير خالي من السكر)؛ – 1 ملعقة كبيرة عسل (ضعيه تحت لسانك حتى يتم امتصاصه في مجرى الدم بشكل أسرع.
وبعد خمس عشرة دقيقة من تناول طعام به سكر، افحص نسبة السكر في الدم مرة أخرى. إذا كان سكر الدم لا يزال أقل من 70 مجم / ديسيلتر ، فتناولي حصة أخرى من أحد الأطعمة المذكورة أعلاه. كرري هذه الخطوات حتى يصبح السكر طبيعياً.
إرشادات ونصائح لتجنّب هبوط السكر خلال رمضان
الانتباه لعلامات انخفاض سكر الدم. إذا بدأت تشعرين بالارتجاف أو التعرق أو الارتباك، فقد يكون مستوى السكر في الدم لديك منخفضاً جداً. توقفي عن الصيام فوراً وافعلي ما تفعلينه عادة لعلاج نقص السكر في الدم. على سبيل المثال تناولي جل الجلوكوز أو مشروباً سكرياً متبوعاً بوجبة صغيرة ومتوازنة ليعود مستوى السكر في الدم إلى طبيعته.
يمكن أن يؤدي تناول الكثير من الكربوهيدرات بعد الصيام إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير، لذلك اختاري وجبات خفيفة صحية ومتوازنة.
لا تمارسي التمارين الشاقة أثناء الصيام. يمكن أن تؤدي التمارين الشاقة إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى نقص السكر في الدم.
حافظي على رطوبتك. فالإصابة بمرض السكري تجعلك عرضة لخطر الإصابة بالجفاف، مما قد يجعل التحكم في نسبة السكر في الدم أكثر صعوبة. اشربي الكثير من الماء والمشروبات الخالية من السعرات الحرارية عند الإفطار.