عندما يعوّل الاحتلال الإسرائيلي على الحصانة الدولية التي تؤمنها له واشنطن من المحاسبة على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، سيكون الحساب العسير من شعوبنا في فلسطين وسورية ولبنان، وسيكون الرد والعقاب أشد وأقسى مما يتصوره هذا الكيان الاحتلالي الإجرامي.
أشهر وسنوات وعقود والاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع أنواع القهر والإجرام بحق الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني تحت أنظار ومسامع العالم أجمع بما فيه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي يدعي حرصه على حفظ الأمن والسلام الدوليين، دون أن يتحرك لوقف همجية الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على جرائمه.
اليوم هذا المجلس الذي استخدمته الولايات المتحدة مطية لشن العدوان على دول ذات سيادة كما جرى في ليبيا وأفغانستان، تعطله واشنطن وتمنعه من أن يخرج ببيان إدانة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق القدس ومسجدها الأقصى والمصلين في المسجد، لتشرع الباب واسعاً أمام سلطات الاحتلال لمزيد من الإجرام والإرهاب.
لكن الشعب الفلسطيني الذي تعود انحياز هذا المجلس ومنظماته لصالح المعتدي، لم ولن ينتظره لردع المحتل، وتكفل شعبنا الفلسطيني الأبي بمقاومته البطلة بحق الرد على المعتدين تلبية لنداء الأقصى وشيوخه وشبابه وشاباته المرابطين في محرابه، فجاءت العمليات البطولية ضد المحتل ومستوطنيه في كافة أرجاء فلسطين، وأمطرت المقاومة الكيان الغاصب ومستعمراته بالصواريخَ من قطاع غزة وجنوب لبنان وغيرها.
إن من يستنكر من دول العالم الغربي سقوط الصواريخ على المستوطنين الإسرائيليين في مستعمراتهم، عليه أن يعلم أن هذا هو الرد الطبيعي على العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، وأن هذه الصواريخ والعمليات البطولية هي النتيجة الطبيعية لسياسة الإجرام المستمر الذي تمارسه سلطات الاحتلال ورعاع مستوطنيها على القدس وأهل القدس وفلسطين.
فهل يتعلم الغرب والاحتلال الإسرائيلي أن القدس ليست وحيدة، وأن فلسطين ليست وحيدة، وأنه بالرغم من كل الظروف القاسية التي تعرضت لها القضية الفلسطينية من تآمر ومحاولات خنق وتصفية، ما تزال فلسطين قضية العرب والمسلمين من إندونيسيا إلى ماليزيا وإيران إلى لبنان وسورية وكل الشعوب العربية، وأنها ستظل هكذا إلى أن يستعيد الشعب العربي الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف؟
على الكيان المحتل أن يعلم أن للقدس ولفلسطين رجالاً يحمونها بصدورهم العارية وبفوهات البنادق والصواريخ وبنصل سكين، وعلى مستوطني الكيان أن يعلموا أن العودة إلى حيث جاؤوا هو السبيل الأفضل للعيش، وأن ما يجري في فلسطين هو النتيجة الحتمية للمقاومة التي ستظل تجري في عروق الأجيال الفلسطينية والعربية.