الثورة:حلب – جهاد اصطيف – حسن العجيلي:
ارتفاع أسعار المواد الغذائية وقلة المدخول المادي وضعف القدرة الشرائية بدلت من أحوال المواطن بحلب عامة، والموظف خاصة، وغيرت من عاداته وأصابت هذه الضائقة كل تفاصيل حياته.
وعلى وقع هذا المشهد حل شهر رمضان المبارك دون أن تسبقه التحضيرات المعتادة للكثير من الصائمين “العزل” إن صح التعبير من الطاقة المادية التي تمكنه من شراء كل ما يلزمه، استنزفها الصعود المتتالي والسريع للأسعار، وانعكاسه على مختلف السلع الاستهلاكية والرمضانية على وجه الخصوص.
ويقف المواطن في حلب مستغرباً أمام سرعة عداد الأسعار فوق رفوف “السوبر ماركت” أو المحال المنتشرة في أرجاء وأطراف المدينة، التي تعرض وتتبدل في كل لحظة وحين، وهم يضربون أخماساً بأسداس ويمعنون التفكير ملياً في الشراء أو عدمه استناداً إلى ما تبقى من رواتبهم المتآكلة، وعلى هذا المنوال، تكون جولتهم في محال الخضار أو أمام واجهات محال الحلوى الرمضانية.
حتى “الفتوش”..
وبعيداً عن الأسعار الفلكية للحلوى، فإن تكلفة الصحن الواحد من “الفتوش”، الذي يعد طبقاً أساسياً في سفرة رمضان، بلغت نحو ألفي ليرة، أي أن إعداد هذا الطبق لعائلة من خمسة أفراد يساوي حوالي عشرة آلاف ليرة، وهذه التكلفة مرشحة للارتفاع في ظل التقلبات السريعة والتصاعدية للأسعار.
تقول هنا “صباح”، وهي موظفة وربة منزل، إن شهر رمضان هذا العام يحل بسفرة مختصرة جداً، وبأطباق هي الأخرى تنقصها مواد كثيرة، لأن السفرة المعهودة تحتاج إلى الكثير من المال يومياً، علماً أن الرواتب لا تزال دون هذه الأرقام بكثير، وتضيف: بتنا نتقشف حتى في شراء خضار “الفتوش” الطبق الضروري في رمضان لفوائده الكثيرة، وقد نستخدم الخسة الواحدة لأكثر من مرة ونتجنب شراء الفليفلة الخضراء التي وصل سعرها لأكثر من ١٠ آلاف ليرة والأخرى الملونة بسبب سعرها المرتفع أيضاً، وبتنا نشتري الخيار والبندورة بالحبة أما الطبق الأساس المكون من اللحم أو الدجاج مع الأرز، فهذا أصبح ضرباً من الخيال، حتى حساء العدس وطبق المجدرة الذي كان يوصف بـ”أكلة الفقير”، أصبحت مواده من العدس إلى البصل تناهز كل منها نحو ” ٢٠ ” % من الراتب.
والمقبلات لم تسلم أيضاً..
ويبدو أن مقبلات السفرة الرمضانية الساخنة أو الباردة، العصائر وسواها، لم تسلم هي الأخرى من لهيب الأسعار، لتصبح ذكرى فوق موائد الصائمين.
يقول هنا “محمد” – متقاعد إنه يشتري في أيام متباعدة قطعة واحدة من القطايف لكل فرد من أفراد عائلته، أما بالنسبة للسحور فيكون الاعتماد على ما تبقى من وجبة الإفطار، لأن الألبان والأجبان في وجبة السحور المعهودة دونها أرقام خيالية، فهي بالأصل باتت خارج حسابات أغلب المواطنين.
320 ضبطاً منذ بداية رمضان
وفي سياق ارتفاع الأسعار بيّن مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب أحمد سنكري طرابيشي أن دوريات المديرية نظّمت منذ بداية شهر رمضان 320 ضبطاً تموينياً توزعت على عدم الإعلان عن الأسعار وعدم تداول فواتير والبيع بسعر زائد والإعلان بسعر زائد، مضيفاً بأن المديرية كثفت عملها خلال شهر رمضان لمراقبة الأسعار وجودة المواد الغذائية ومدى مطابقتها للمواصفات.
وعن عمل مديرية الشؤون الصحية أوضح مديرها الدكتور زاخر حكيم بأن دوريات المديرية مستمرة بمراقبة وضبط الأسواق وتنظيم الضبوط بحق المخالفين حيث تم تنظيم 92 ضبطاً لمخالفات صحية متنوعة.
هذه بعض مؤشرات عن يوميات رمضان في حلب، الأمر الذي أجبر الصائم للجوء إلى خيارات لم يعتدها من قبل، ويتفنن بها في سبيل تدبير شؤونه.
تصوير – خالد صابوني